نرجوا التسجيل لتكون عضوا من اعضاء منتدي ايجي بويز (مرحبا بك)
اهلا بك زائرنا الكريم يرجي التفضل بالتسجيل في المنتدي -التسجيل 3 خانات فقط
الاسم والايميل والباسورد
_:_:_:_@ EGY BOYS TEAM @:_:_:_:_

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالدينأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 انجيل برنابا من 171 إلى 195

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
kemo elmasry
عضو نشيط

عضو نشيط



ذكر
الكلب
عدد المساهمات : 79
الـــتـــقـــيـــيـــم : 0
تاريخ الميلاد : 18/06/1994
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
العمر : 29
الموقع : EGYBOYS
العمل/الترفيه : EGYBOYS
المزاج : تمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

انجيل برنابا من 171 إلى  195 Empty
مُساهمةموضوع: انجيل برنابا من 171 إلى 195   انجيل برنابا من 171 إلى  195 I_icon_minitime2010-12-13, 16:05

انجيل برنابا

الفصل الحادي والسبعون بعد المئة




قال يسوع لتلاميذه: ما هو ظنكم في الجنة؟، هل يوجد عقل يدرك مثل ذلك الغنى والمسرات؟، فعلى الإنسان الذي يريد أن يعرف ما يريد الله أن يعطى لعبيده أن تكون معرفته عظيمة على قدر معرفة الله، اذا قدم هيرودس هدية لأحد شرفائه الاخصاء أتدرون بأية طريقة يقدمها؟، أجاب يوحنا: لقد رأيت ذلك مرتين وأؤكد ان عشر ما يعطيه يكون فيه الكفاية لفقير، قال يسوع: ولكن لو قدم فقير لهيرودس فماذا يعطيه؟، أجاب يوحنا: فلسا أو فلسين، قال يسوع: فليكن هذا كتابكم الذي تطالعون فيه لأجل معرفة الجنة، لأني كل ما أعطى الله للإنسان في هذا العالم الحاضر لجسده هو كما لو أعطى هيرودس فلسا لفقير، ولكن ما يعطيه الله للجسد والنفس في الفردوس هو كما لو أعطى هيرودس كل ما عنده بل حياته لأحد خدمه.

الفصل الثاني والسبعون بعد المئة




يقول الله لمن يحبه ويعبده باخلاص هكذا: (يا عبدي اذهب وتأمل رمال البحر ما أكثرها، فاذا أعطاك البحر حبة رمل واحدة الا يظهر لك ان ذلك قليل؟، بلى البتة، لعمري انا خالقك ان كل ما أعطيت لكل عظماء وملوك الأرض لأقل من حبة رمل يعطيك اياها البحر في جنب ما اعطيك اياه في الجنة).

الفصل الثالث والسبعون بعد المئة




قال يسوع: تأملوا اذا خيرات الجنة، انه لو أعطى الله للإنسان في هذا العالم أوقية من سعة العيش فسيعطيه في الجنة ألف ألف حمل، تأملوا مقدار الثمار التي في هذا العالم ومقدار الازهار ومقدار الاشياء التي تخدم الإنسان، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته كما يزيد رمل البحر على الحبة التي يأخذها منه آخذ يزيد تين الجنة في جودته ومقداره على نوع التين الذي نأكله هنا، وقس عليه كل شيء آخر في الجنة، ولكن أقول لكم أيضا أنه كما أن الجبل من ذهب واللآليء هو أثمن من ظل نملة هكذا تكون مسرات الجنة أعظم قيمة من مسرات العظماء والملوك التي كانت وستكون لهم دينونة الله حين ينقضي العالم، قال بطرس: أيذهب جسدنا الذي لأني الآن الى الجنة؟، أجاب يسوع: احذر يابطرس من أن تصير صدوقيا فان الصدوقيين يقولون أن الجسد لا يقوم أيضا وانه لا توجد ملائكة، لذلك حرم على جسدهم وروحهم الدخول في الجنة وهم محرومون من كل خدمة الملائكة في هذا العالم، أنسيتم أيوب النبي وخليل الله كيف يقول: (أعلم أن إلهي حي وأني سأقوم في اليوم الأخير بجسدي و سأرى بعيني الله مخلصي)؟، ولكن صدقوني أن جسدنا هذا يتطهر على كيفية لا يكون له معها خاصة واحدة من خصائصه الحاضرة، لأنه سيتطهر من كل شهوة شريرة، وسيعيده الله الى الحال التي كان عليها آدم قبل أن أخطأ، رجلان يخدمان سيدا واحدا في عمل واحد، أحدهما يقتصر على النظر في العمل واصدار الاوامر والثاني يقوم بكل ما يأمره به الأول، أقول أترون من العدل أن يخص السيد بالجزاء من ينظر و يأمر فقط ويطرد من بيته من أنهك نفسه في العمل؟، لا البتة، فكيف يحتمل عدل الله هذا؟، ان نفس الإنسان وجسده وحسه تخدم الله، فالنفس تنظر وتأمر بالخدمة فقط لأني النفس لما كانت لا تأكل خبزا فهي لا تصوم ولا تمشي ولا تشعر بالبرد أو الحر ولا تمرض ولا تقتل لأنه خالدة، وهي لا تكابد شيئا من الآلام الجسدية التي يكابدها الجسد بفعل العناصر، فأقول هل من العدل اذا أن تذهب النفس وحدها الى الجنة دون الجسد الذي أنهك نفسه بهذا المقدار في خدمة الله؟، قال بطرس: يا معلم لما كان الجسد هو الذي حمل النفس على الخطيئة فلا ينبغي أن يوضع في الجنة، أجاب يسوع: كيف يخطئ الجسد بدون النفس، حقا ان هذا محال، فاذا نزعت رحمة الله من الجسد قضيت على النفس بالجحيم.

الفصل الرابع والسبعون بعد المئة




لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته ان الله يعد الخاطئ برحمته قائلا: (أقسم بنفسي أن الساعة التي يندب فيها الخاطئ خطيئته هي التي أنسى فيها اثمه الى الابد)، فأي شيء يأكل اذا أطعمة الجنة اذا كان الجسد لا يذهب الى هناك؟، هل النفس؟ لا البتة لأنه روح، أجاب بطرس: أيأكل اذا المباركون في الفردوس؟. ولكن كيف يبرز الطعام دون نجاسة؟، أجاب يسوع: أي بركة ينالها الجسم اذا لم يأكل ولم يشرب؟، من المؤكد أنه من اللائق أن يكون التمجيد بالنسبة الى الشيء الممجد، ولكنك تخطئ يا بطرس في ظنك أن طعاما كهذا يبرز نجاسة، لأني الجسم في الوقت الحاضر يأكل أطعمة قابلة للفساد ولهذا يحصل الفساد، ولكن الجسم يكون في الجنة غير قابل للفساد وغير قابل للألم وخالدا وخاليا من كل شقاء، والأطعمة التي لا عيب فيها لا تحدث أدنى فساد.

الفصل الخامس والسبعون بعد المئة




هكذا يقول الله على لسان أشعياء النبي ساكبا ازدراء على المنبوذين: (يجلس خدمي على مائدتي في بيتي ويتلذذون بابتهاج مع حبور ومع صوت الأعواد والأراغن ولا أدعهم يحتاجون شيئا ما، أما أنتم أعدائي فتطرحون خارجا عني حيث تموتون في الشقاء وكل خادم لي يمتهنكم ) .

الفصل السادس والسبعون بعد المئة




قال يسوع لتلاميذه: ماذا يجدي نفعا قوله يتلذذون، حقا ان الله يتكلم جليا، ولكن ما فائدة الأنهر الأربعة من السائل الثمين في الجنة مع ثمار وافرة جدا؟، فمن المؤكد أن الله لا يأكل والملائكة لا تأكل والنفس لا تأكل والحس لا يأكل بل الجسد الذي هو جسمنا، فمجد الجنة هو طعام الجسد، أما النفس والحس فلهما الله ومحادثة الملائكة والأرواح المباركة، وأما ذلك المجد فسيوضحه بأجلى بيان رسول الله الذي هو أدرى بالأشياء من كل مخلوق لأني الله قد خلق كل شيء حبا فيه، قال برتولوماوس: يا معلم أيكون مجد الجنة لكل واحد على السواء؟، فاذا كان على السواء فهو ليس من العدل، واذا لم يكن على السواء فالاصغر يحسد الاعظم، أجاب يسوع: لا يكون على السواء لأني الله عادل، وسيكون كل أحد قنوعا اذ لا حسد هناك، قل لي يا برتولوماوس يوجد سيد عنده كثيرون من الخدمة ويلبس جميع خدمه هؤلاء لباسا واحدا، أيحزن اذا الغلمان اللابسون لباس الغلمان لأنه ليس لهم ثياب البالغين؟، بل بالعكس لو أراد البالغون أن يلبسوهم ثيابهم الكبيرة لتغيَّظوا لأنه لما لم تكن الاثواب موافقة لحجمهم يزعمون أنهم سخرية، فارفع اذن يا برتولوماوس قلبك لله في الجنة فترى أن للجميع مجدا واحدا ومع أنه يكون كثيرا لواحد وقليلا للآخر فهو لا يولد شيئا من الحسد.

الفصل السابع والسبعون بعد المئة




حينئذ قال من يكتب: يا معلم أللجنة نور من الشمس كما لهذا العالم؟، أجاب يسوع: هكذا قال لي الله يا برنابا: (ان للعالم الذي تسكنون فيه أيها البشر الخطأة الشمس والقمر والنجوم تزينه لفائدتكم وحبوركم، لأني لأجل هذا خلقتها، أتحسبون اذا أن البيت الذي يسكن فيه المؤمنون بي لا يكون أفضل؟، حقا إنكم تخطئون في هذا الحسبان، لأني أنا إلهكم هو شمس الجنة ورسولي هو القمر الذي يستمد مني كل شيء، والنجوم أنبيائي الذين قد بشروكم بشيء، فكما أخذ المؤمنون بي كلمتي من أنبيائي (هنا) سينالون كذلك مسرة وحبورا بواسطتهم في جنة مسراتي ؟.

الفصل الثامن والسبعون بعد المئة




ثم قال يسوع: ليكفكم هذا في معرفة الجنة، فعاد من ثم برتولوماوس وقال: يا معلم كن طويل الأناة عليّ اذا سألتك مسألة، قال يسوع: قل ما تريد؟، قال برتولوماوس: حقا ان الجنة لواسعة لأنه اذا كان فيها خيرات عظيمة هذا مقدارها فلا بد أن تكون واسعة، أجاب يسوع: ان الجنة واسعة جداحتى أنه لا يقدر أحد أن يقيسها، الحق أقول لك أن السموات تسع موضوعة بينها السيارات التي تبعد إحداها عن الأخرى مسيرة رجل خمس مئة سنة، وكذلك الأرض على مسيرة خمس مئة سنة من السماء الأولى، ولكن قف عند قياس السماء الأولى التي تزيد عن الأرض برمتها كما تزيد الأرض عن حبة رمل، وهكذا تزيد السماء الثانية عن الأولى والثالثة عن الثانية وهلم جرا حتى السماء الأخيرة كل منها تزيد عما يليها، والحق أقول لكم أن الجنة أكبر من الأرض برمتها والسموات برمتها كما أن الأرض برمتها أكبر من حبة رمل، فقال حينئذ بطرس: يا معلم لا بد أن تكون الجنة أكبر من الله لأني الله يرى داخلها، أجاب يسوع: صه يا بطرس لأنك تجدف على غير هدى.

الفصل التاسع والسبعون بعد المئة




حينئذ جاء الملاك جبريل ليسوع، وأراه مرآة براقة كالشمس، رأى فيها هذه الكلمات مكتوبة: (لعمري أنا الأبدي، كما أن الجنة أكبر من السموات برمتها والأرض وكما أن الأرض برمتها أكبر من حبة رمل هكذا أنا أكبر من الجنة، بل أكثر كثيرا من ذلك عدد حبوب رمل البحر وقطرات الماء في البحر وعشب الأرض وأوراق الأشجار وجلود الحيوانات، بل أكثر من ذلك كثيرا عدد حبوب الرمل التي تملأ السموات والجنة بل أكثر)، حينئذ قال يسوع: لنسجد لإلهنا المبارك إلى الأبد ، فطأطأوا من ثم رؤوسهم مئة مرة وعفَّروا الأرض بوجوههم في الصلاة، ولما انتهت الصلاة دعا يسوع بطرس وأخبره هو وكل التلاميذ بما رأى، وقال لبطرس: ان نفسك التي هي أعظم من الأرض برمتها ترى بعين واحدة الشمس التي هي أكبر من الأرض بألوف من المرار، فأجاب بطرس: ان ذلك لصحيح، فقال حينئذ يسوع: هكذا ترى الله خالقك بواسطة الجنة، وبعد أن قال يسوع هذا شكر الله ربنا مصليا لأجل بيت اسرائيل والمدينة المقدسة، فأجاب كل واحد: ليكن كذلك يا رب.

الفصل الثمانون بعد المئة




ولما كان يسوع ذات يوم في رواق سليمان دنا منه أحد(فرقة) الكتبة وهو احد الذين يخطبون في الشعب، وقال له: يا معلم لقد خطبت في هذا الشعب مرارا عديدة وفي خاطري آية من الكتاب اشكل علي فهمها، أجاب يسوع: وما هي؟، قال الكاتب: هي ما قاله الله لإبراهيم ابينا : ( إني أكون جزاءك العظيم ) فكيف يستحق الإنسان(هذا الجزاء)، فتهلل حينئذ يسوع بالروح وقال: حقا انك لست بعيدا عن ملكوت الله، أصخ السمع الي لأني أفيدك معنى هذا التعليم، لما كان الله غير محدود والإنسان محدودا لم يستحق الإنسان الله فهل هذا موضوع ريبتك أيها الأخ؟، أجاب الكاتب باكيا: يا سيد انك تعرف قلبي، تكلم اذا لأني نفسي تروم أن تسمع صوتك، فقال حينئذ يسوع: لعمر الله ان الإنسان لا يستحق النفس القليل الذي يأخذه كل دقيقة، فلما سمع الكاتب هذا كاد يجن وانذهل كذلك التلاميذ لأنهم ذكروا ما قال يسوع انهم مهما أعطوا في حب الله يأخذون مئة ضعف، حينئذ قال : لو أقرضكم أحد مئة قطعة من الذهب فصرفتم هذه القطع أفتقولون لذلك الإنسان: اني أعطيك ورقة كرمة عفنة فاعطني بها بيتك لأني أستحقه؟، أجاب الكاتب: لا يا سيدي لأنه يجب عليه أن يدفع ما عليه ثم عليه اذا أراد شيئا أن يعطي أشياء جيدة ولكن ما نفع ورقة فاسدة؟

الفصل الحادي والثمانون بعد المئة




أجاب يسوع: لقد قلت حسنا أيها الأخ، فقل لي من خلق الإنسان من لا شيء؟، من المؤكد أنه هو الله الذي وهبه العالم برمته لمنفعته، ولكن الإنسان قد صرفه كله بارتكاب الخطيئة، لأنه بسبب الخطيئة انقلب العالم ضدا للإنسان، وليس للإنسان في شقائه شيء يعطيه لله سوى أعمال أفسدتها الخطيئة، لأنه بارتكابه الخطيئة كل يوم يفسد عمله، لذلك يقول أشعيا النبي: (ان برنا هو كخرقة حائض)، فكيف يكون للإنسان استحقاق وهو غير قادر على الترضية؟، لعل الإنسان لا يخطئ؟، من المؤكد إن إلهنا يقول على لسان نبيه داود: ( إن الصدّيق يسقط سبع مرات في اليوم)، فكم يسقط الفاجر اذا؟، واذا كان برنا فاسدا فكم يكون فجورنا ممقوتا؟، لعمر الله انه لا يوجد شيء يجب على الإنسان الاعراض عنه كهذا القول((اني استحق))، ليعرف الإنسان أيها الأخ عمل يديه فيرى توا استحقاقه، حقا ان كل عمل صالح يصدر عن الإنسان لا يفعله الإنسان بل إنما يفعله الله فيه، لأني وجوده من الله الذي خلقه، أما ما يفعله الإنسان فهو أن يخالف خالقه ويرتكب الخطيئة التي لا يستحق عليها جزاءا بل عذابا.

الفصل الثاني والثمانون بعد المئة




لم يخلق الله الإنسان كما قلت فقط بل خلقه كاملا، ولقد أعطاه ملاكين ليحرساه، وبعث له الانبياء، ومنحه الشريعة، ومنحه الايمان، وينقذه كل دقيقة من الشيطان، ويريد أن يهبه الجنة، بل أكثر من ذلك فإن الله يريد ان يعطى نفسه للإنسان، فتأملوا اذا كان الدين عظيما، فلمحو هذه وجب عليكم أن تكونوا أنتم قد خلقتم الإنسان من العدم، وأن تكونوا قد خلقتم أنبياء بعدد ما بعث الله مع ( خلق ) عالم وجنة، بل أكثر من ذلك مع خلق إله عظيم وجواد كإلهنا ، وأن تهبوها برمتها لله، فبهذا يمحى الدين ويبقى عليكم فرض تقديم الشكر لله فقط، ولكن لما كنتم غير قادرين على خلق ذبابة واحدة ولما كان لا يوجد إلا إله واحد وهو سيد كل الاشياء فكيف تقدرون أن تمحوا دينكم؟، حقا ان أقرضكم أحد مئة قطعة من الذهب وجب عليكم أن تردوا مئة قطعة من الذهب، وعليه فان معنى هذا أيها الاخ هو أنه لما كان الله سيد الجنة وكل شيء يقدر أن يقول كل ما يشاء ويهب كل ما يشاء، لذلك لما قال لابراهيم: (اني أكون جزاءك العظيم) لم يقدر ابراهيم أن يقول(الله جزائي)بل(الله هبتي وديني)، لذلك يجب عليك أيها الاخ عندما تخطب في الشعب أن تفسر هذه الآية هكذا: (ان الله يهب الإنسان كذا وكذا من الاشياء اذا عمل الإنسان حسنا، متى كلمك الله أيها الإنسان وقال: (انك يا عبدي قد عملت حسنا حبا فيّ فأي جزاء تطلبه مني أنا إلهك ؟ ) ، فأجب أنت : ( لما كنت يا رب عمل يديك فلا يليق أن يكون فيّ خطيئة وهو ما يحبه الشيطان ، فارحم يا رب لأجل مجدك أعمال يديك، فاذا قال الله: (قد عفوت عنك وأريد الآن أن أجزيك) فأجب: (يا رب أنا أستحق العقوبة لما فعلته وأنت تستحق لما فعلته أن تمجد فعاقبني يا رب على ما فعلت وخلِّص ما قد صنعت)، فاذا قال الله: (ما هو العقاب الذي تراه معادلا لخطيئتك؟) فأجب أنت: (يا رب بقدر ما سيكابده كل المنبوذين)، فاذا قال الله: (لما تطلب يا عبدي الأمين عقوبة عظيمة كهذه؟) فأجب أنت: (لو أخذ كل منهم على قدر ما أخذت لكانوا أشد اخلاصا مني في خدمتك)، فاذا قال الله: (متى تريد أن تصيبك هذه العقوبة وكم تكون مدتها؟) فأجب أنت: (الآن والى غير نهاية)، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن رجلا كهذا يكون مرضيا لله أكثر من كل ملائكتة الأطهار، لأني الله يحب الاتضاع الحقيقي ويكره الكبرياء؟، حينئذ شكر الكاتب يسوع وقال له: يا سيدي لنذهب الى بيت خادمك لأني خادمك يقدم لك وللتلاميذ طعاما، فأجاب يسوع: اني أذهب الآن الى هناك متى وعدتني أن تدعوني أخا لا سيدا وتقول أنك أخي لا خادمي فوعد الرجل وذهب يسوع الى بيته.

الفصل الثالث والثمانون بعد المئة




وبينما كانوا جالسين على الطعام قال الكاتب: يا معلم قلت أن الله يحب الاتضاع الحقيقي، فقل لأني ماهو وكيف يكون حقيقيا أو كذبا أجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يصير كطفل صغير لا يدخل ملكوت السماء، تعجب كل أحد لسماع هذا، وقال كل للاخر: كيف يمكن لمن كان ابن ثلاثين وأربعين سنة أن يصير ولدا؟ حقا ان هذا لقول عويص، أجاب يسوع: لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن كلامي لحق، اني قلت لكم أنه يجب على الإنسان أن يصير كطفل صغير لأني هذا هو الاتضاع الحقيقي، فانكم لو سألتم ولدا صغيرا : (من صنع ثيابك) يجيب(أبي)، واذا سألتموه(لمن البيت الذي هو فيه؟) يقول(بيت أبي)، واذا سألتموه(من يعطيك لتأكل؟) يجيب: (أبي)، واذا قلتم: (من علمك المشي والتكلم؟) يجيب: (أبي)، ولكن اذا قلتم له: (من شجّ جبهتك فإن جبهتك معصوبه؟) يجيب: (سقطت فشججت رأسي)، واذا قلتم له: (فلماذا وقعت؟) يجيب: (ألا ترون أني صغير حتى لا قوة لي على المشي والاسراع كالبالغ حتى أنه يجب أن يأخذ أبي بيدي اذا كنت أمشي بثبات قدم، ولكن تركني أبي هنيهة لأتعلم المشي جيدا فأحببت أن أسرع فسقطت)، واذا قلتم: (وماذا قال أبوك؟) يجيب: (لماذا لم تمش ببطء أنظر أن لا تترك في المستقبل جانبي).

الفصل الرابع والثمانون بعد المئة




قال يسوع: قولوا لي أهذا صحيح؟، فأجاب التلاميذ والكاتب: انه لصحيح كل الصحة، فقال حينئذ يسوع: ان من يشهد بالله باخلاص قلب أن الله منشئ كل صلاح وأنه هو نفسه منشئ الخطيئة يكون متضعا، ولكن من يتكلم بلسانه كما يتكلم الولد ويناقضه بالعمل فهو بالتأكيد ذو تواضع كاذب وكبرياء حقيقية، ان الكبرياء تكون في أوجها متى استخدمت الاشياء الوضعية لكيلا توبخها الناس وتمتهنها، فالاتضاع الحقيقي هو مسكنة النفس التي يعرف بها الإنسان نفسه بالحقيقة ، ولكن الصفة الكاذبة إنما هي ضبابة من الجحيم تجعل بصيرة النفس مظلمة بحيث ينسب الإنسان إلى الله ما يجب عليه أن ينسبه إلى نفسه ، وعليه فإن الرجل ذا الاتضاع الكاذب يقول أنه متوغل في الخطيئة ولكن اذا قال له أحد أنه خاطئ ثار حنقه عليه واضطهده، ذو الاتضاع الكاذب يقول أن الله أعطاه كل ماله ولكنه هو من جهة لم ينعس بل عمل أعمالا صالحة، فقولوا لي أيها الاخوة كيف يسير فريسيو الزمن الحاضر؟، أجاب الكاتب باكيا: يا معلم ان لفريسيي الزمن الحاضر ثياب الفريسيين واسمهم وما في قلوبهم وأعمالهم سوى كنعانيين، ويا ليتهم لم يغتصبوا اسما كهذا فانهم حينئذ لا يخدعون البسطاء، أيها الزمن القديم كم عاملتنا بقسوة اذ أخذت منا الفريسيين الحقيقيين وتركت لأني الكاذبين.

الفصل الخامس والثمانون بعد المئة




أجاب يسوع: أيها الأخ ليس الزمن هو الذي فعل هذا بل بالحري العالم الشرير، لأني خدمة الله بالحق تمكن في كل زمن، ولكن الناس يصيرون أرد ياء بالاختلاط بالعالم أي بالعوائد الرديئة في كل زمن، الا تعلم أن جحيزي خادم اليسع النبي لما كذب وأورث سيده الخجل أخذ نقود نعمان السرياني وثوبه، ومع ذلك كان لأليسع عدد وافر من الفريسيين جعله الله يتنبأ لهم، الحق أقول لك أنه قد بلغ من ميل الناس لعمل الشر ومن اغراء العالم لهم بذلك ومن اغواء الشيطان اياهم على الشر مبلغا يعرض معه فريسيو الزمن الحاضر عن كل عمل صالح وكل قدوة طاهرة، وان لفي مثال جحيزي كفاية لهم ليكونوا منبوذين من الله، أجاب الكاتب: ان ذلك لصحيح، فقال من ثم يسوع: أريد أن تقص علي مثال حجي وهوشع نبي الله لنرى الفريسي الحقيقي، أجاب الكاتب: ماذا أقول يا معلم حقا ان كثيرين لا يصدقون مع أنه مكتوب في دانيال النبي ولكن اطاعة لك أقص الحقيقة، ] كان حجي ابن خمس عشرة سنة عندما خرج من عند أناثوث ليخدم عوبديا النبي بعد أن باع ارثه ووهبه للفقراء، أما عوبديا الشيخ الذي عرف اتضاع حجي فاستعمله بمثابة كتاب يعلم به تلاميذه، فلذلك كان يكثر من تقديم الأثواب والأطعمة الفاخرة له، ولكن حجي كان دائما يرد الرسول قائلا: (اذهب وعد الى البيت لأنك قد ارتكبت خطأ، أفيرسل لي عوبديا أشياء كهذه ؟، لا البتة لأنه يعرف أني لا أصلح لشيء بل إنما أرتكب الخطيئة)، ومتى كان عند عوبديا شيء رديء أعطاه لمن ولي حجي لكي يراه فكان اذا رآه حجي يقول في نفسه: ( ها هو ذا عوبديا قد نسيني بلا ريب لأني هذا الشيء لا يصلح الا لي لأني شر من الجميع، ومهما كان الشيء رديئا فمتى أخذته من عوبديا الذي منحني الله اياه على يديه صار كنزا).

الفصل السادس والثمانون بعد المئة




ومتى أراد عوبديا أن يعلم أحدا كيف يصلي دعا حجي وقال: اتل الآن صلاتك ليسمع كل أحد كلامك، فيقول حجي: (أيها الرب إله إسرائيل أنظر الى عبدك الذي يدعوك لأنك قد خلقته، أيها الرب الإله البار أذكر برك وقاص خطايا عبدك لكي لا أنجس عملك، أبي وإلهي إني لا أقدر أن أسألك المسرات التي تهبها لعبيدك المخلصين لأني لا أفعل شيئا الا الخطايا، فاذا أنزلت يا رب بأحد عبيدك سقما فاذكرني أنا)، ثم قال الكاتب وكان متى فعل حجي هذا أحبه الله حتى أن الله كان يعطي النبوة لكل من وقف بجانبه، ولم يكن حجي يطلب شيئا فيمنعه الله عنه.

الفصل السابع والثمانون بعد المئة




ولما قال الكاتب الصالح هذا بكى كما يبكي النوتي اذا رأى سفينته قد تحطمت وقال: كان هوشع لما ذهب ليخدم الله أميرا لسبط نفتالي وكان له من العمر أربع عشرة سنة، وبعد أن باع ارثه ووهبه الفقراء ذهب ليكون تلميذا لحجي، وكان هوشع مشغوفا بالصدقة حتى أنه كلما طلب منه شيء يقول: (أيها الأخ ان الله منحني هذا لك فاقبله)، فلم يبق له لهذا السبب سوى ثوبين فقط أي صدرة من مسح ورداء من جلد، وكان قد باع كما قلت ارثه وأعطاه للفقراء لأنه بدون هذا لايجوز لأحد أن يسمى فريسيا، وكان عند هوشع كتاب موسى وكان يطالعه برغبة شديدة، فقال له حجي يوما ما: (من أخذ منك كل مالك؟)، أجاب: (كتاب موسى)، وحدث أن تلميذ أحد الأنبياء المجاورين أحب أن يذهب الى أورشليم ولم يكن له رداء، فلما سمع بتصدق هوشع ذهب ليراه وقال له: (أيها الأخ اني أريد أن أذهب الى أورشليم لأقوم بتقديم ذبيحة لإلهنا ولكن ليس لي رداء فلا أدري ماذا أفعل)، فلما سمع هوشع قال: (عفوا أيها الأخ فاني قد ارتكبت خطيئة عظيمة اليك، لأني الله قد أعطاني رداءا لكي أعطيك اياه فنسيت، فاقبله الآن وصل الى الله لأجلي)، فصدّق الرجل هذا وقبل رداء هوشع وانصرف، ولما ذهب هوشع الى بيت حجي قال حجي: (من أخذ رداءك؟) أجاب هوشع: (كتاب موسى)، فسّر حجي كثيرا من سماع هذا لأنه أدرك صلاح هوشع، وحدث أن اللصوص سلبوا فقيرا وتركوه عريانا، فلما رآه هوشع نزع صدرته وأعطاها للعريان ولم يبق له سوى فرصة صغيرة من جلد الماعز على سوأته، فلما لم يأت الى حجي ظن حجي الصالح أن هوشع مريض، فذهب مع تلميذين ليراه فوجده ملفوفا بأوراق من النخل، فقال حينئذ حجي: ( قل لي الآن لماذا لم تزرني؟)، أجاب هوشع: (ان كتاب موسى قد أخذ صدرتي فخشيت أن آتي الى هناك بدون صدرة)، فأعطاه هناك حجي صدرة أخرى، وحدث أن شابا رأى هوشع يطالع كتاب موسى فبكى وقال: (أنا أيضا أود القراءة لو كان لي كتاب)، فلما سمع هوشع هذا أعطاه الكتاب قائلا: (أيها الأخ ان هذا الكتاب لك لأني الله أعطاني اياه لكي أعطيه من يرغب في كتاب باكيا)، فصدّقه الرجل وأخذ الكتاب).

الفصل الثامن والثمانون بعد المئة




وكان تلميذ لحجي على مقربة من هوشع، فأراد أن يرى هل كان كتابه مكتوبا صحيحا، فذهب ليزوره وقال له: (أيها الأخ خذ كتابك ولننظر هل هو مطابق لكتابي؟)، فأجاب هوشع: (لقد أخذ مني)، فقال التلميذ: ( من أخذه منك؟)، أجاب هوشع: (كتاب موسى)، فلما سمع الآخر هذا ذهب الى حجي وقال له: (ان هوشع قد جنّ لأنه يقول أن كتاب موسى قد اخذ منه كتاب موسى)، أجاب حجي: (يا ليتني كنت مجنونا مثله وكان كل المجانين نظير هوشع)، وشن لصوص سوريا الغارة على أرض اليهودية، فأسروا ابن أرملة فقيرة كانت تسكن على مقربة من جبل الكرمل حيث كان الأنبياء والفريسيون يقيمون، فاتفق حينئذ أن هوشع كان ذاهبا ليقطع حطبا فالتقى بالمرأة وهي باكية، فشرع من ثم يبكي حالا، لأنه كان متى رأى ضاحكا ضحك ومتى رأى باكيا بكى، فسأله حينئذ هوشع المرأة عن سبب بكائها فأخبرته بكل شيء، فقال حينئذ هوشع: (تعالي أيتها الأخت لأني الله يريد أن يعطيك ابنك)، فذهبا كلاهما الى جرون حيث باع هوشع نفسه وأعطى النقود للأرملة التي لم تعلم كيف حصل عليها فقبلتها وافتدت ابنها، والذي اشترى هوشع أخذه الى أورشليم حيث كان له منزل وهو لا يعرف هوشع، فلما رأى حجي أنه لا يمكن العثور على هوشع لبث كاسف البال، فأخبره من ثم ملاك الله كيف أنه قد أخذ عبدا الى أورشليم، فلما علم هذا حجي الصالح بكى لبعاد هوشع كما تبكي الأم لبعاد ابنها، وبعد أن دعا تلميذين ذهب الى أورشليم، فصادف بمشيئة الله عند مدخل المدينة هوشع وكان محملا خبزا ليأخذه الى الفعلة في كرم سيده، فلما استبانه حجي قال: (يا بني كيف هجرت أباك الشيخ الذي ينشدك نائحا؟)، أجاب هوشع: (يا أبتاه لقد شريت)، فقال حينئذ حجي بحنق: (من هو ذلك الرديء الذي باعك؟)، فأجاب هوشع: (غُفر لك يا أبتاه لأني الذي باعني صالح بحيث لو لم يكن في العالم لما صار أحد طاهرا)، فقال حجي: (فمن هو اذا)، أجاب هوشع: (انه كتاب موسى يا أبتاه)، فوقف حينئذ حجي الصالح كمن فقد عقله وقال: (ليت كتاب موسى يبيعني انا أيضا مع أولادي كما باعك!)، وذهب حجي مع هوشع الى بيت سيده الذي قال لما رأى حجي: (تبارك إلهنا الذي أرسل نبيه الى بيتي) وأسرع ليقبل يده، فقال حينئذ حجي: (قبل أيها الأخ يد عبدك الذي ابتعته لأنه خير مني)، وأخبره بكل ما جرى، فمن ثم أعتق السيد هوشع[ (ثم قال الكاتب)، وهذا كل ما تبتغي أيها المعلم.

الفصل التاسع والثمانون بعد المئة




فقال حينئذ يسوع: ان هذا لصدق لأني الله قد أكده لي، ولتقف الشمس ولا تتحرك برهة اثنتي عشر ساعة! لكي يؤمن كل أحد أن هذا صدق، وهكذا حدث فأفضى الى هلع أورشليم واليهودية كلها، وقال يسوع للكاتب: ماذا عساك أن تطلب مني أيها الاخ وعندك مثل هذه المعرفة، لعمر الله ان في هذا كفاية لخلاص الإنسان لأني اتضاع حجي وتصدق هوشع يكملان العمل بالشريعة برمتها و(كتب) الأنبياء برمتها، قل لي أيها الاخ أخطر في بالك لما أتيت لتسألني في الهيكل أن الله قد بعثني لأبيد الشريعة والأنبياء؟، من المؤكد أن الله لا يفعل هذا لأنه غير متغير، فان ما فرضه الله طريقا لخلاص الإنسان هو ما أمر الانبياء بالقول به، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو لم يفسد كتاب موسى مع كتاب أبينا داود بالتقاليد البشرية للفريسيين الكذبة والفقهاء لما أعطاني الله كلمته، ولكن لماذا أتكلم عن كتاب موسى وكتاب داود؟، فقد فسدت كل نبوة حتى أنه لا يطلب اليوم شيء لأني الله أمر به بل ينظر الناس اذا كان الفقهاء يقولون به والفريسيون يحفظونه كأن الله على ضلال والبشر لا يضلون، فويل لهذا الجيل الكافر لانهم سيحملون تبعة دم كل نبي وصدّيق مع دم زكريا بن برخيا الذي قتلوه بين الهيكل والمذبح، أي نبي لم يضطهدوه؟، أي صدّيق تركوه يموت حتف أنفه؟، لم يكادوا يتركوا واحدا، وهم يطلبون الآن أن يقتلوني، يفاخرون بأنهم أبناء ابراهيم وان لهم الهيكل الجميل ملكا، لعمر الله انهم أولاد الشيطان فلذلك ينفذون إرادة، ولذلك سيتهدم الهيكل مع المدينة المقدسة تهدما لا يبقى معه حجر على حجر من الهيكل.

الفصل التسعون بعد المئة




قل لي أيها الأخ وأنت الفقيه المتضلع من الشريعة بأي ضُرِب موعد مسيا لابينا ابراهيم؟ أباسحاق أم بإسماعيل؟، أجاب الكاتب: يا معلم أخشى أن أخبرك عن هذا بسبب عقاب الموت، حينئذ قال يسوع: اني آسف أيها الأخ اني أتيت لآكل خبزا في بيتك لانك تحب هذه الحياة الحاضرة أكثر من الله خالقك، ولهذا السبب تخشى أن تخسر حياتك ولكن لا تخشى أن تخسر الايمان والحياة الابدية التي تضيع متى تكلم اللسان عكس ما يعرف القلب من شريعة الله، حينئذ بكى الكاتب الصالح وقال: يا معلم لو عرفت كيف أثمر لكنت قد بشرت مرارا كثيرة بما أعرضت عن ذكره لئلا يحصل شغب في الشعب، أجاب يسوع: يجب عليك أن لا تحترم الشعب ولا العالم كله ولا الاطهار كلهم ولا الملائكة كلهم اذا أغضبوا الله، فخيرا أن يهلك(العالم) كله من أن تغضب الله خالقك، ولا تحفظه في الخطيئة، لأني الخطيئة تهلك ولا تحفظ، أما الله فقدير على خلق عوالم عدد رمال البحر بل أكثر.

الفصل الحادي والتسعون بعد المئة




حينئذ قال الكاتب: عفوا يا معلم لأني قد أخطأت، قال يسوع: الله يغفر لك لانك اليه قد أخطأت، فقال من ثم الكاتب: لقد رأيت كتيبا قديما مكتوبا بيد موسى ويشوع (الذي أوقف الشمس كما قد فعلت) خادمي ونبيي الله، وهو كتاب موسى الحقيقي، ففيه مكتوب أن إسماعيل هو أب لمسيا واسحق أب لرسول مسيا، وهكذا يقول الكتاب أن موسى قال: (أيها الرب إله إسرائيل القدير الرحيم أظهر لعبدك في سناء مجدك ) ، فأراه الله من ثم رسوله على ذراعي إسماعيل وإسماعيل على ذراعي ابراهيم ، ووقف على مقربة من إسماعيل اسحق وكان على ذراعيه طفل يشير بأصبعه الى رسول الله قائلا: (هذا هو الذي لأجله خلق الله كل شيء)، فصرخ من ثم موسى بفرح: (يا إسماعيل ان في ذراعيك العالم كله والجنة، أذكرني أنا عبد الله لاجد نعمة في نظر الله بسبب ابنك الذي لأجله صنع الله كل شيء).

الفصل الثاني والتسعون بعد المئة




لا يوجد في ذلك الكتاب أن الله يأكل لحم المواشي أو الغنم، لا يوجد في ذلك الكتاب ان الله قد حصر رحمته في اسرائيل فقط، بل أن الله يرحم كل إنسان يطلب الله خالقه بالحق، لم أتمكن من قراءة هذا الكتاب كله لأني رئيس الكهنة الذي كنت في مكتبته نهاني قائلا أن (إسماعيليا قد كتبه)، فقال حينئذ يسوع: أنظر أن لا تعود أبدا فتحجز الحق لأنه بالايمان بمسيا سيعطي الله الخلاص للبشر ولن يخلص أحد بدونه، وأتم هنا يسوع حديثه وبينماكانواعلى الطعام إذا بمريم التي بكت عند قدمي يسوع قد دخلت الى بيت نيقوديموس (هذا هو اسم الكتاب)، ووضعت نفسها باكية عند قدمي يسوع قائلة: ياسيد ان لخادمك الذي بسببك وجد رحمة من الله أختا وأخا منطرحا مريضا في خطر الموت، أجاب يسوع: أين بيتك، قولي لي لأني أجيء لاضرع الى الله لاجل صحته، أجابت مريم: بيت عنيا هو (بيت) أختي وأخي لأني سكني أنا المجدل فأخي في بيت عنيا، قال يسوع للمرأة اذهبي توا الى بيت أخيك وانتظريني هناك لأني أجيء لاشفيه، ولا تخافي فانه لا يموت، فانصرفت المرأة ولما ذهبت الى بيت عنيا وجدت أخاها قد مات في ذلك اليوم، فوضعوه في ضريح آبائهم.

الفصل الثالث والتسعون بعد المئة




ولبث يسوع يومين في بيت نيقوديموس، ومضى في اليوم الثالث الى بيت عنيا، ولما قرب من المدينة أرسل أمامه اثنين من تلاميذه ليخبروا مريم بقدومه، فخرجت مسرعة من المدينة، ولما وجدت يسوع قالت باكية: لقد قلت يا سيد أن أخي لا يموت وقد صار له الآن أربعة أيام وهو دفين، ياليتك جئت قبل أن أدعوك لانك لو فعلت لما مات، وأجاب يسوع: ان أخاك ليس بميت بل هو راقد لذلك جئت لا وقظه، أجابت مريم باكية: يا سيد انه يستيقظ من هذا الرقاد يوم الدينونة متى نفخ ملاك الله ببوقه، أجاب يسوع: صدقيني يا مريم انه سيقوم قبل ذلك اليوم لأني الله قد أعطاني قوة على رقاده، والحق أقول لك انه ليس بميت فان الميت إنما هو من يموت دون أن يجد رحمة من الله فرجعت مريم مسرعة لتخبر أختها مرتا بمجيء يسوع، وكان قد اجتمع عند موت لعازر جم غفير من اليهود من اورشليم وكثيرون من الكتبة والفريسيين، فلم سمعت مرتا من أختها عن مجيء يسوع قامت على عجل وأسرعت الى الخارج، فتبعها جمهور من اليهود والكتبة والفريسيين ليعزّوها لانهم حسبوا انها ذاهبة الى القبر لتبكي أخاها، فلما بلغت مرتا المكان الذي كان قد كلم فيه يسوع مريم قالت باكية: يا سيد ليتك كنت هنا لانك لو كنت لم يمت أخي، ثم وصلت مريم باكية، فسكب من ثم يسوع العبرات وقال متنهدا: أين وضعتموه؟، أجابوا: تعال وانظر، فقال الفريسيون فيما بينهم: لماذا سمح هذا الرجل الذي أحيا ابن الارملة في نايين أن يموت هذا الرجل بعد أن قال انه لا يموت؟، ولما وصل يسوع القبر حيث كان كل أحد يبكي قال: لا تبكوا لأني لعازر راقد وقد أتيت لا وقظه، فقال الفريسيون فيما بينهم: ليتك ترقد أنت هذا الرقاد!، حينئذ قال يسوع: ان ساعتي لما تأت، ولكن متى جاءت أرقد كذلك ثم أوقظ سريعا، ثم قال يسوع أيضا: ارفعوا الحجر عن القبر، قالت مرتا: يا سيد لقد أنتن لأني له أربعة أيام وهو ميت، قال يسوع: اذا لماذا جئت الى هنا يا مرتا ألا تؤمنين بأني أوقظه؟، قالت مرتا: أعلم أنك قدوس الله الذي أرسلك الى هذا العالم، ثم رفع يسوع يديه الى السماء وقال: أيها الرب إله إبراهيم وإسماعيل واسحق واله آبائنا أرحم مصاب هاتين المرأتين واعط مجدا لاسمك المقدس ، ولما أجاب كل واحد : آمين قال يسوع بصوت عال : لعازر هلم خارجا ، فقام على اثر ذلك الميت، وقال يسوع لتلاميذه: حلّوه، لأنه كان مربوطا بثياب القبر مع منديل على وجهه كما اعتاد آباؤنا أن يدفنوا (موتاهم)، فآمن بيسوع جم غفير من اليهود وبعض الفريسيين لأني الآية كانت عظيمة، وانصرف الذين لبثوا بدون ايمان وذهبوا الى اورشليم وأخبروا رئيس الكهنة بقيامة لعازر وان كثيرين صاروا ناصريين، لأنهم هكذا كان يدعون الذين حملوا على التوبة بواسطة كلمة الله التي بشر بها يسوع.

الفصل الرابع والتسعون بعد المئة




فتشاور الكتبة والفريسيون مع رئيس الكهنة ليقتلوا لعازر، لأني كثيرين رفضوا تقاليدهم وآمنوا بكلمة يسوع لأني آية لعازر كانت عظيمة اذ أن لعازر حدّث الشعب وأكل وشرب، ولكن لما كان قويا وله أتباع في اورشليم وممتلكا مع أختيه المجدل وبيت عنيا لم يعرفوا ماذا يفعلون، ودخل يسوع بيت لعازر في بيت عنيا فخدمته مرتا ومريم، وكانت مريم ذات يوم جالسة عند قدمي يسوع مصغية الى كلامه، فقالت مرثا ليسوع: ألا ترى يا سيد أن أختي لا تهتم بك ولا تحضر ما يجب أن تأكله أنت وتلاميذك؟، أجاب يسوع: مرثا مرثا تبصري في ما يجب أن تفعلي لأني مريم قد اختارت نصيبا لأني ينزع منها الى الابد، وجلس يسوع على المائدة مع جم غفير من الذين آمنوا به، وتكلم قائلا: أيها الاخوة لم يبق لي معكم سوى هنيهة من الزمن لأنه اقترب الزمن الذي يجب فيه أن أنصرف من العالم، لذلك أذكركم بكلام الله الذي كلم به حزقيال النبي قائلا: (لعمري أنا إلهكم الأبدي أن النفس التي تخطئ تموت ولكن اذا تاب الخاطئ لا يموت بل يحيا)، وعليه فإن الموت الحاضر ليس بموت بل نهاية موت طويل، كما أن الجسد متى انفصل عن الحس في غيبوبة فليس له ميزة على الميت والمدفون ـ وان كانت فيه النفس ـ سوى أن المدفون ينتظر الله ليقيمه والفاقد الشعور ينتظر عود الحس، فانظروا اذا الحياة الحاضرة التي هي موت اذ لا شعور لها بالله.

الفصل الخامس والتسعون بعد المئة




من يؤمن بي لا يموت أبديا، لانهم بواسطة كلمتي يعرفون الله فيهم ولذلك يتممون خلاصهم، ما الموت سوى عمل تعمله الطبيعة بأمر الله كما لو كان أحد ممسكا عصفورا مربوطا وأمسك الخيط في يده، فاذا أراد الرأس انفلات العصفور فماذا يفعل؟، من المؤكد أنه بالطبع يأمر اليد بالانفتاح فينفلت العصفور توا، أن نفسنا ما لبث الإنسان تحت حماية الله هي ـ كما يقول النبي داود ـ (كعصفور أفلت من شرك الصياد)، وحياتنا كخيط تربط فيه النفس الى جسد الإنسان وحسه، فمتى أراد الله وأمر الطبيعة أن تنفتح انتهت الحياة وانفلتت النفس الى أيدي الملائكة الذين عينهم الله لقبض النفوس، لذلك لا يجب على الاصدقاء أن يبكوا متى مات صديق لأني إلهنا أراد ذلك ، بل ليبك بدون انقطاع متى أخطأ لأني النفس تموت اذ تنفصل عن الله ( وهو ) الحياة الحقيقية، فإذا كان الجسد بدون اتحاده مع النفس مخيفا فإن النفس تكون أشد هولا بدون اتحادها مع الله الذي يجملها ويحييها بنعمته ورحمته، ولما قال يسوع هذا شكر الله، فقال حينئذ لعازر: يا سيد هذا البيت لله خالقي مع كل ما أعطي لعهدتي لاجل خدمة الفقراء، فاذا كنت فقيرا وكان لك عدد كثير من التلاميذ تعال واسكن هنا متى شئت وما شئت، فان خادم الله يخدمك كما يجب حبا في الله.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انجيل برنابا من 171 إلى 195
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انجيل برنابا من 111 إلى 130
» انجيل برنابا من 131 إلى 150
» انجيل برنابا من 150 إلى 170
» بحث هام حول انجيل برنابا
» انجيل برنابا من 31 إلى 65

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 
(¯`°•.¸¯`°•.المنتديات الإسلامية .•°`¯¸.•°`¯)
 :: القسم الإسلامي العام
-
انتقل الى: