الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السائل يقصد ما جاء في
الحديث: أن عدد من يدخلون النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون وهو أمر فزع منه
الصحابة حتى طمأنهم النبي صلى الله عليه وسلم وبشرهم أن مسلمي هذه الأمة نصف أهل
الجنة .
كما في صحيح البخاري ومسلم
عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: يقول الله يا آدم، فيقول:
لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار ؟ قال:
من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فذلك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها ،
وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا
رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: (أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً،
ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قال: فحمدنا الله
وكبَّرنا، ثم قال: (والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم
في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرُقْمة في ذراع
الحمار.
فهذا الحديث وأمثاله مما يحمل المسلم على الجد في العمل
الصالح والدعوة إليه، ولا يسوغ أن يكون سببا للتقصير، فان الله تعالى لا يظلم أحدا،
ولا يضيع أجره كما قال تعالى: وَمَن
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا
هَضْمًا {طـه:112}
فواصل عملك الدعوي، وادع الشباب للمساجد ومجالس العلم،
ولا يهمنك النتائج، فأنت رابح مهما كان الأمر.
والله أعلم