رسائلك السلبية للعقل الباطن

لايمـكننا حـد القـدرات العقليـة الخـارقة التي أودعنـا الله تعالى

في العقل البشري و الذي هي صورة عظيـمة للقدرة الإلهية والإعجـــاز




العقـل الباطن هو مـركز في منتهى الدقة وهو حساس في كل

مايدخل إليه وبالتالي هو أساس كل تـأثير ينطــبع في تصرفاتنا وإسلوب حياتنا


ومن هذا المنطلق علينا دوما أن نتحـرى الحـذر في كل ما

يتسرب إليه بمعنى ان نراقب أفكارنا فلا نفكـر الا إيجـابياً

ولانسمح لأنفسنا بالتاثر بأراء الأخرين مالم تـكن إيجـابية



مهـم أن نتعلم كيفية غــرس حسن الظن في النفس دوماً



لأنه كلما غرسناه غرساً عميقا كلما اثمر فينا طيب الثمر من

الأفعال والأقوال



وأما الغرس بغير التفاؤل وملؤها بالتخاذل فهو غرس لاثمــر له

إلا الثمر الذي لايشبع ولا يغنتي من جوع وربما يمرض!




فليس اسوء من أن تغرس فكرة سيئة وتثمر لك تصرفا مشـيناً لاطعم له ..


فـكل فكره لها ارضها فلا تكن أرض فكرك خصبة لبذرة سيئة ..

لان هذه الفكره قدتكبر وتتحول لقناعات ومـا أسوءها ان كـانت قنـاعات سلبيـة




أذكر مره انني قرات قــصه طــالب جـامعي في إحــدى الجــامعات

وكـان هذا الطـالب يمـارس هوايـاته الذاتيـه في التعبيـر عن مـدى

نشاطه وانجذابه لاسلوب الاستاذ المشــوق الرائــع جــدا الذي يطيقه بكل اريحيه


نعم كـان الطالب نائمـا !!




وفي نهـايه الدرس استيـقظ على أصوات االطلاب فأخذ يلملم

نفسه ويلملم مابقي على السبورة وهي مسـألتين كتـبها الاستاذ

على السبورة فجمـع نفسه وخـرج



وبعد أن وصل إلي منـزله أخـذ يـفكر في هذه المسـألة الصعبة

ولم يجـد بدا من مـراجعه مكتبه الجـامعه



وأخذ المراجع اللازمـة وهو في نفسه ناقم على استـاذه بسبب

هذه المسـألة الصعبة وظل أربعة أيام يحاول حل




المسـألة الأولى وفي موعد المحاضره التـالية استغرب كثيـراً

فالإستـاذ لم يطـالب بالواجـب!!




فـذهب إليـه واخبـره بانه قد حل الواجب واستغرق منه أربعة أيام

وأنه حلها في أربعة أوراق



فتعـجب الإستـاذ وأخبـره بأنه لم يعطيـهم واجبـاً !!

وأن المسألتين على السبورة إنمـا هي نموذج لمسـألتين

عجـز العلم عن حلـها!!



ومـازالت الأوراق الأربعة الي الأن معروضة في المكتبة



ولو أن الطالب ظل مستيقظاً وسمع شرح الدكتور لما فكر في حلها !



وهـذا مثـال قوي يثـبت أن القنـاعات السلبيـة هي الأساس وراء ترك العلمـاء عن التفكيـر حتى في حلـها..




ومــا يؤكد هذه فكرتنا حول القناعتات السلبيه ماهو عكسها تماماً

ألا تــرى أحياناً حينمــا تثني على طفل صغير



بحسن رسمــه وحسن تصرفه يتشجع ويجتهد فيقدم الكثيــر بشعور منه أو بدون ..



فلا يمكننا إنكار كلمه التشجيع .. وفي المقابل لا يمكننا أن ننكر

حجم الكلمــات السلبيه وتــأثيرها السلبي


نعم كـن أيجــابيـاً ولا تقبل من غيرك إلا ماهو إيجابي



فلتكن انت ومـاتختار أن تسمعه لا مايختار االناس أن يقولونه


لأن الأفـكار السلبيــة وما قد تخلقه فيــنا من قناعات قد تكون سداً

في وجه الإبداع وصخرة أمام المضي فالتصورالسلبي عن فكرة

ما قد يمنعنا من روح التجريب والإرتكاز على ماسمعنا أو ما رأينا

فكم من مره كرهنا شي لمجرد سماعنا بسوءه واقتناعنا بما

سمعناه ولم نبحث فيه ولم نعلم حقيقه سره



كـان هناك إعتقاد بين رياضيي الجري قبل خمسين أن الإنسان لا

يستطيع أن يقطع ميلاً في أقل من أربع دقائق ، وأن أي شخص

يحاول كسر الرقم سوف ينفجر قلبه

ولكن أحد الرياضيين سأل هل هناك شخص حاول وانفجر قلبه , فجاءته الإجابة بالنفي !!

فبدأ بالتمرن حتى استطاع أن يكسر الرقم ويقطع مسافة ميل في

أقل من أربع دقائق .. في البداية ظن العالم أنه مجنون أو أن

ساعته غير صحيحة .. لكن بعد أن رأوه صدقوا الأمر واستطاع

في نفس العام أكثر من 100 رياضي .. أن يكسر ذلك الرقم



نعم أنها القنــاعات من منعتـهم في البــداية وهي التي سمحت

لهم في النهايه بالتجــربة



حتى الإسـلام نفى هذه الإعتـقادات السلبيــة ودعى للتفــاؤل وهو النـظرة الإيجابية للمستقبل والأمور



وفي رسولنا صلى الله عليه أسوة حسنــه وكان عليه الصلاة

والسلام يغيــر الاسماء التي من الممكن أن تأثـر على أصحابها وتوحي برسـائل سلبيــة



عنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ :- مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ :- حَزْنٌ ، قَالَ :- أَنْتَ سَهْلٌ ، قَالَ :- لاَ أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي .. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ : فَمَا زَالَتِ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ ..




وفي الختــام



لايمكنك منع رؤية كل ماهو سيء وسماع كل ما لا يروق لك



لكن يمــكنك دوما أن تمنعها من التأثيـر فيــك