يؤثر النوم على قدر كبير من حياتك اليومية وتوازنك النفسي ويدرك الأطباء جيدا أهميته الكبرى، لذلك خصصوا له أبحاثاً واسعة لدراسة ما يجري فعلياً حين نتعمق فيه ومراقبة نشاطات العضلات وحركة العيون خلال النوم ، وبالرغم من ذلك لا يزال النوم ينطوي على جانب غامض يصعب على الأطباء الإحاطة به
هناك مفهوم نطلق عليه في اللغة الشائعة اسم "أناس الليل" و"أناس النهار" فقد يحدد المرء منذ نعومة أظفاره الى أي نوع منهما ينتمي فيعجز البعض عن النوم باكراً، ويتمتع في النوم لساعات طويلة صباحاً، بينما ينام آخرون باكراً وهم لا يزالون يجلسون الى مائدة الطعام ويستيقظون في الصباح الباكر مفعمين بالنشاط لكن، لا يستطيع المرء مقاومة طبيعته أو محاولة تغييرها
ويعتقد الباحثون أن الوطاء hypothalamus (الذي يحتل الجزء الأكبر من الدماغ المتوسط حيث يقع أسفل المهاد وفوق ساق الدماغ) هو القائد الذي يمسك بزمام الأمور ويتحكم بهذه المراحل ، ويؤدي الضوء دوراً أساسياً في الشعور بالنعاس، فيكون بعض الأشخاص حساساً أكثر من غيره إزاء الإطار الخارجي كالضوضاء والنور
مراحل النوم
بعد البحث والتجارب أظهرت النتائج وجود مراحل مختلفة من النوم تدوم كل منها ساعة ونصف الساعة وتتميز بمعايير جسدية محددة، كذلك يتسم الدماغ بنشاط كبير أثناء فترة النوم فمثلاً، تنخفض حرارة الجسم ليلاً وترتفع ببطء نهاراً، فتتغير بحوالى درجة واحدة
مرحلة النوم الخفيف
وهى المرحلة الأولى من النوم حيث يظهر هرمون السيروتونين حين يغلب التعب على الإنسان، فتبدئين بالتثاؤب وتصبح الرؤية لديك غير واضحة وتدوم وقتاً قصيراً لذا من المهم الاستفادة منها ، وقد تلاحظين خلالها بعض التغييرات الجسدية (بطء في التنفس والنبض، انخفاض حرارة الجسم، وأحياناً انقباضات عضلية) ، وفي هذه المرحلة، يكون النوم لا يزال خفيفاً، إذ من السهل أن تستيقظي إذا أزعجك ضوء ما أو أي ضجة أخرى
مرحلة النوم العميق والبطئ
وهى المرحلة التى لا تتأثرين خلالها بالمحيط الخارجي لأن الدماغ خلالها يعمل ببطء، وتكون العضلات مرتخية ،وتتصف هذه المرحلة بأهمية كبرى لأنها تساعدك على استرداد نشاطك وتعويض إرهاقك والأهم من ذلك، أنها تجدد أنسجتك وتنشط أعصابك وذاكرتك
مرحلة النوم التناقضى
والذي يشبه خصائص النوم العميق، لكن يستيقظ خلاله الدماغ فتتحرك العيون ، وتبدأ الأحلام بالظهور وهذه المرحلة مفيدة للأعصاب وتضاعف من تمثيل البروتينات وتساعد غالباً على تحسن وظائف الدماغ، كذلك تشكل 20% من النوم العام، وإذا قمتى بالنوم لساعات طويلة صباحاً تمتد هذه المرحلة على فترة أطول ، وتظهر سمات النوم الخفيف جداً التي تسبق الصحو في بداية المرحلة الرابعة من النوم - أي ما بين الساعة الثالثة والرابعة فجراً -
المعدل الطبيعى للنوم
يحدد العلماء معدل النوم الطبيعي لدى الإنسان ما بين 7 إلى 9 ساعات في كل ليلة، فأنتِ تمضي ثلث حياتك في النوم ولكن يمكنك التحكم بعدد ساعات نومك، شرط ألا تقل عن خمس ساعات يومياً وأن تحافظى على لبمرور بمراحل نومك ، ففي حال إفتقادك الى النوم الكافي، قد تعاني اضطرابات كثيرة ، ولكن يمكنك تعويض قلة ساعات النوم بأخذ غفوات قليلة خلال النهار فتشعرك بالراحة وتمدك بالطاقة، حتى لو لم يكن المحيط مواتياً للنوم
الإفراط في النوم
ينام البعض لساعات طويلة ومع ذلك يجد صعوبة كبيرة في الاستيقاظ باكراً. يعود السبب الى إرهاق جسدي مستمر أو الى مشاكل نفسية قد ترتبط بالاكتئاب فيلازم الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب النفسي الفراش ولا يشعرون برغبة في مغادرته، ويهربون من الحقيقة ومن المشاكل المتعلقة بهم (عاطفياً أومهنياً) ويفضلون البقاء في غرفتهم
كيف تنامى جيدا؟
- حتى تستطيعين النوم بشكل جيد إحرصى على توفير الجو المناسب قبل الخلود الى النوم من خلال تأمين سرير مريح وسط غرفة جيدة تنعم بالسكينة وتغمرها الظلمة
- لا تفكرى في هموم النهار ، فقد ترهقك وتؤخر موعد النوم ،ويمكنك قراءة كتاباً ما أو مشاهدة التلفزيون لتشتيت أفكارك
- يمكنك تناول المشروبات الساخنة، قبل النوم ولكن تجنبى المشروبات التى تؤدى للسهر مثل القهوة
- التدليك أسلوب ناجع لمعالجة الأرق، ويساعد على الاسترخاء ويتسم بنتائج إيجابية على عضلات الجسم