كنا قد ذكرنا فى الجزء الأول أن المرأة تتفوق على الرجل فى التفكير وهذا ليس عيبا ولكن المشكلة تكمن فى تفوقها على الرجل فى التفكير بسلبية حيث أن المرأة لديها استعداد فطري للتفكير المدمر، فهي تعرف نفسها دائماً وتحللها وفقاً لطبيعة علاقاتها بالآخرين ومدى نجاحها فيها ، كما أن مقدار احترامها لنفسها يتحدد وفقاً لمن حولها الناس ، ونظرتها لنفسها تشكلها نظرة الآخرين إليها، لذا فإن أقل تغيير في سلوك الناس معها قد يقلقها ويضعها فى دائرة الضغط العصبي اللامنتهية
ونعرض لكِ ثلاثة من أبرز أنواع التفكير المجهد
النوع الأول - مدمنات المذكرات والقوائم والتدوين وهن يقومون بتدوين كل ما يفكرون فيه ، حتى في أوقات الإسترخاء والإستجمام والأجازات فيبدأن فى كتابة ملاحظات ومنهم من يكتبن حتى على ظهر يديهن إذا لم يتوفر لهن ورقة وقلم ومنهن من تستيقظن في منتصف الليل وتكتبن ما طرأ فى ذهنهن حتى تستكمل التفكير فى الصباح
ولعلاج ذلك والتقليل منه يمكنك تحديد وقت قصير يوميا للكتابات، واجلسي 10 دقائق كل صباح مثلا أو قبل النوم "ولكن يفضل فى الصباح حتى تبتعدين عن الأرق" ، لكن بعد ذلك لا تسمحي لنفسك فى الكتابة على مدار اليوم ، وإذا كنت شجاعة وتعانين من الإجهاد في التفكير، حاولى أن تقضي اسبوع كامل بدون تدوين وستكتشفين أن عقلك يقوم بتذكرتك بالقيام بأشياء بطريقة طبيعية، في النهاية التدريب هو عدو التفكير المجهد، لذا قومي بعمل شيء يمتلك تفكيرك الكلي، مثل القيام بأنشطة تحبينها أو غيره
النوع الثانى - نساء قلقات بشأن الماضي والمستقبل فمثلا إذا شعر زوجك بالإرهاق وإمتنع عن الخروج معك ، فسوف تصابين بجنون وقلق أنه قد يبتعد عنك، وإذا حدثت مشكلة فى العمل تعتقدين أن رئيسك سيقيلك منه وهكذا ، ولحل تلك المشكلة حاولى أيضا القيام بأنشطة تغمر عقلك وتبطئ من عملية التفكير ، أيضا حاولى تغيير مظهرك ومظهر حجرتك، وستلاحظين انفصال عقلك عن التفكير المجهد
النوع الثالث - نساء قلقات بشأن رأي الآخرين فيهن وهذا من اصعب أنواع التفكير المجهد حيث يعانق المرأة وتكون طوال الوقت خائفة من رأى من حولها سواء الزوج أو زملاء العمل أو حتى الأصدقاء ومحاولة فى علاج تلك المشكلة حاورى ذهنك وقولى له يتوقف عن هذا ، ضعى علامة stop أو No أو Don’t على الوسادة لتتذكرى إذا نسيتى ، حيث تستعمل كرمز يشير إلى عقلك بأن يبطئ من التفكير، كذلك يمكنك البوح بما يدور فى ذهنك مع صديقة مقربة موثوق بها فذلك سيساعدك كثيرا
وإذا كانت طريقة تفكيرك ليست فى الثلاثة السابقين فإليك بعض الحلول العملية التى ستساعدك كثيرا
- فى البداية لابد أن تعلمى أن كثرة التفكير عادة مؤذية وضارة ويصل لمرض مزمن أحيانا، فهو يزيد من صعوبة الحياة وضخامة الضغوط النفسية فيها، كما أنه يفسد الكثير من العلاقات الإنسانية بسبب عدم قدرة أحد الأطراف على التحرك نحو المستقبل والمضي بعيدا عن الماضي ورواسبه غافلاً عن أن كثرة التفكير في الأمور والمبالغة فيها تؤدي إلى نتيجة حتمية ومؤكدة ألا وهي الإحباط والتوتر والقلق
- أيضا يجب أن تكون على دراية أنه هناك أمل في الخروج من دائرة التفكير المستمر وتعلم كيفية السيطرة على فكرك، والتحكم في مشاعرك ولا تجعليها تتحكم فيكِ
عندما تنجحين في الهروب من كثرة التفكير ستجدين الأمر مغرياً لتتجاهلي المشاكل وتمتنعي تماماً عن التفكير فيها. ولكن احذري فالمشاكل التي لا تحل وتبقى معلقة لا بد وأن يعود شبحها في وقت ما ليهاجمك من جديد، لذا حاولي استخدام الخطوات التالية حتى تستطيعي تقبل مشكلتك وحلها
- اشعري بالألم أو الغضب ثم انتقلي من تلك المرحلة، فأغلب من يتسمون بكثرة التفكير يقضون ساعات طويلة في تحليل ما يشعرون به وتحديد نوعه هل هو ألم أم غضب؟ ولكن أول خطوة للهروب من هذه الأفكار السلبية هي تقبل الإنسان لما يشعر به أياً كان دون تعذيب نفسه بمحاولة تحليله أو تحديد نوعه
- خففى من توقعاتك بسلوك الآخرين وردود أفعالهم، فإن أغلب ما يعذب الإنسان الذي يفكر كثيراً هو اهتمامه الشديد بكيفية استقبال الناس له ولتصرفاته، فإذا جاءت تصرفات من حولك مغايرة لما تتوقعينه، قولي لنفسك بكل بساطة أنهم لم يقبلوا سلوكك أو رأيك ولم يعجبوا بهما، وإنه أمر طبيعي ن يختلف الناس في آرائهم لأنهم مختلفين في شخصياتهم وطباعهم
- سامحي الآخرين ولا تتوقفي عند الشعور بالغضب وذلك لا يعني أن تتغاضي عن أخطائهم أو تتقبليها، بل يعني أن تحرري قلبك وعقلك من الغضب والحقد. ولا تكتفي بمسامحة الآخرين بل ابدئي بمسامحة نفسك أولاً وتحريرها من الإحساس بالذنب أو الخجل تجاه تصرف معين قد قمت به
- واجهى من تغضبى منه ولا تهربى لتصبحين طوال حياتك تفكرين فيما فعله معك وتبتعدين عنه فالمواجهة خير حل حتى إذا كنتِ تنوين الإبتعاد تماما عن ذلك الشخص ولكن مسبقا قولى له على خطئه وأنك على علم بما فعل
- إبتكرى بعض الأفكار وضعي لنفسك خطط تسيرين عليها، فإذا وجدت حلاً لمشكلة ما اتركي العنان لأفكارك ودعيها تتدفق.. لتصلين إلى حل فى النهاية
- قومى بتنفيذ الحلول التي توصلت إليها ولكن بدون عجلة فمعالجة المشاكل قد تبدو مرعبة ومليئة بالمخاطر، ولكن إذا بدأت بخطوة صغيرة مدروسة فستنجحين فى كسر حاجز القلق والخوف من النتائج وتكونى على بداية الطريق السليم فإذا أردت مثلاً ترك عملك يجب أولاً أن تبحثى عن أخطائك السابقة حتى لا تكرريها وإعلمى مؤهلاتك وما هو البديل والمهارات التي تحتاجين اكتسابها للبحث عن عمل آخر ودعمى خبرتك فيها، وتذكرى إنجازاتك في العمل السابق واكتشفي مهاراتك من خلاله لتستفيدى منها فى العمل القادم ، ثم ابحثي عن عمل جديد يتناسب معك ويتلاشى الأزمات السابقة
- إهتمى بنفسك وبصحتك، ولا تفكرى كثيرا فى أنك مظهرك ليس جيدا وشكلك ليس مقبولا ولكن إبحثى كيف تصبحين بمظهر وشكل جذاب فعندما تكونين في حالة مزاجية سيئة أو تشعرين بالإحباط دون سبب محدد فلا تضخمي الأمر، فقد يكون السبب بسيطا كأن تكوني جائعة أو مرهقة أو أنك لم تأخذي قسطاً كافياً من النوم أو ربما يكون موعد دورتك الشهرية قد اقترب لذا تشعرين بالضيق والإحباط .. وبعد تحديد المشكلة قومى بحلها فورا ولا تستلمى لمتاعبها ولا تنتظرى حتى تتفاقم فإذا كنتِ جائعة تناولى طعاما فالاعتناء بصحتك وجمالك ورشاقتك سيجعلك تشعرين أنك أقوى وأفضل بكثير وسينعكس ذلك على طريقة تفكيرك وتعاملك مع من حولك ومع المشكلات التي تواجهك
وأخيرا كونى على دراية أنك عندما تسمحين لأفكارك أن تهزمك، فقد يتسلل إليك الإحباط، مما يؤدي إلي اتخاذ القرار غير السليم وهذا ما نسميه بالمثلث السام الذي من خلاله يبحث المفكرين عن الهروب من الضغط الذهني عن طريق كثرة الأكل والشرب مثلا أو بأى طرق أخرى ، فلا تتركى نفسك عرضى لهذا الطريق المسدود