· الحجاب
أعتقد أننا إذا بدأنا بالحديث عن الحجاب من الآن إلى الغد فلن نصل إلى نهاية مقنعة لأنه كما يقول الدكتور البوطي من القضايا التي أصبح النقاش فيها تقليدياً فهو ليس الهدف منه الوصول إلى حقيقة الأمر الشرعي و إنما أصبح الهدف منه التحذلق و بيان الثقافة أو محاولة الوصول مع المسلمين إلى إلغاء هذه القضية من شريعتهم لأسباب عديدة أهمها أن هذا الأمر لا يتناسب مع روح العصر .
يقول الدكتور البوطي : يرى التائهون عن رؤية الحق، أن شرعة الحجاب التي ألزم الله بها المرأة، من أكبر الأدلة على ازدرائها ، والتقييد البالغ لحريتها.. والأمر في حقيقته على النقيض مما يتصورونه، فهو السبيل الذي لابد منه لاشتراك المرأة مع الرجل في بناء المجتمع بشتى مقوماته وأسبابه، من علوم وثقافة واقتصاد وتربية وغيرها، وإليكم بيان ذلك بمنتهى الإيجاز:
بين الرجل و المرأة جامع مشترك يتمثل في القدرات الذهنية وسائر الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية ونحوها.. ثم إن المرأة تستقل عن الرجل بما أودع فيها من مظاهر الأنوثة وعوامل الإغراء، التي جعل الله منها سبيل متعة متبادلة بينهما.
وبوسعكم الآن أن تتبينوا أنه لابد لتلاقي الرجل و المرأة على جامع مشترك من العمل الفكري والعلمي والاجتماعي للنهوض بالأمة وتحقيق أسباب تقدمها الحضاري، من أن لا يبدو للرجل منها، في هذا الملتقى إلا ما يبرز منها مظهر الجامع المشترك بينهما، فإن أظهرت منها الجانب الآخر الذي تتميز به وهو جانب الأنوثة والإغراء، بشكل متكلف وبارز، فلابد أن ينسيه هذا الجانب منها، ذلك الجامع المشترك بينهما، وعندئذٍ لا يلتفت منها إن تكلمت أو شاركت بكل الجهود العلمية والثقافية المختلفة، إلا إلى ما يبدو له منها من جاذبات الأنوثة والإغراء.. وفي هذا من الازدراء لشخصيتها العلمية والثقافية والفكرية ما لا يغيب عن بال أي عاقل.. إن مما لا يخفى على أحد، أن تهتاج بالرجل الذي يرى شريكته في الفكر والعمل الحضاري، وهي على هذه الحال مشاعرهُ الغريزية، فيشرد عن كلامها وعن محاكاتها الفكرية، إلى التأمل فيما يتبدى أمامه من مغرياتها الجسدية، ترى هل يمكن أن تتصوروا امتهاناً للمرأة، باحثةً ومفكرةً وعالمةً أبلغ من هذا الامتهان، وأبعث منه على السخرية والازدراء.
إن الحجاب الذي شرعه الله لها، إنما هداها إليه لتنجو بذلك من هذا الازدراء الذي يبدد مزاياها العلمية والفكرية والاجتماعية في ضرام النظرات الغريزية المتجهة إليها من الرجال، ومن ثم لتمارس مع الرجل شركة حقيقية في إقامة مجتمع حضاري سليم.. فإذا وجدت المرأة مع الرجل في لقاء آخر ليمارس كل منهما حقه في المتعة، تحت مظلة تعاقد شرعي مقدس على تبادل مقومات هذه السعادة، فإن دور الحجاب ينطوي عندئذ، ويدعوها الشارع عندئذ إلى أن تبرز من مظاهر أنوثتها، كل ما يكون عوناً على تحقيق مزيد من السعادة في حياتها.[78]
· الاختلاط
قال صلى الله عليه سلم
(لا يخلوّنّ أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم))[79]
لقد أثبتت التجارب والمشاهدات الواقعية، أن اختلاط الرجال بالنساء يثير في النفس الغريزة الجنسية بصورة تهدد كيان المجتمع ... كما ذكر أحد العلماء الأمريكيين جورج بالوشي في كتاب الثورة الجنسية .. وقال بأن الرئيس الأمريكي الراحل كنيدي قد صرح عام 1962 بأن مستقبل أمريكا في خطر لأن شبابها مائع منحل غارق في الشهوات لا يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن من بين كل سبعة شبان يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين لأن الشهوات التي أغرقوا فيها أفسدت لياقتهم الطبية والنفسية ... ونتيجة للاختلاط الكائن بين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات ذكرت جريدة لبنانية: أن الطالبة في المدرسة والجامعة لا تفكر إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب مع هذه العاطفة .. وأن أكثر من ستين في المائة من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في الجنس أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن .. وهذا مصداق لما يذهب إليه الدكتور ألكس كارليل إذ يقول: عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان تفرز نوعا من المادة التي تتسرب في الدم إلى دماغه وتخدره فلا يعود قادرا على التفكير الصافي .. ولذا فدعاة الاختلاط لا تسوقهم عقولهم، وإنما تسوقهم شهواتهم، وهم يبتعدون عن الاعتبار بما وصلت إليه الشعوب التي تبيح الاختلاط والتحرر في العلاقات الاجتماعية بين الرجل و المرأة .. من ذلك ما أورده تقرير لجنة الكونجرس الأمريكية عن تحقيق جرائم الأحداث، من أن أهم أسبابها الاختلاط بين الشباب من الجنسين بصورة كبيرة .. وغير ذلك من شواهد يومية تقرر الحكمة العلمية والعملية للحديث الشريف، مما يعد إطارا منهجيا في تحديد مجالات العلاقات الاجتماعية بوجه عام، وبين الرجل و المرأة بوجه خاص .. ثم إن الاختلاط من أعظم آثاره تلاشى الحياء الذي يعتبر سياجا ً لصيانة وعصمة المرأة بوجه خاص، ويؤدي إلى انحرافات سلوكية تبيح تقليد الغير تحت شعار الحضرية والتحرر، ولقد ثبت من خلال فحص كثير من الجرائم الخلقية أن الاختلاط المباح هو المسؤول الأول عنها .. وماذا يقول أنصار الاختلاط عن فضيحة وزير الصناعة في إنجلترا مع سكرتيرته التي أشارت إحدى الصحف إليها بأنها تنتظر مولودا منه، الغريب أن صحيفة التايمز البريطانية قد أشارت إلى أن مارجريت تاتشر، قد لعبت دوراً رئيسياً في إقناع وزير الصناعة باركتسون بعدم الزواج من سكرتيرته والاستمرار مع زوجته على أمل ألا يحط زواجه من السكرتيرة من قدره ... وهذا الخبر يحمل في مضمونه أثر الاختلاط بين وزير وسكرتيرته بدون محرم ... هذا من ناحية، من ناحية أخرى يحمل عدم الاعتراف بما نجم عن هذا الاختلاط، وهذا يعنى بصورة غير مباشرة عدم الاعتراف بالاختلاط والاستمرار فيه فالاختلاط في عمومه يحمل من الآثار السيئة ما يجعل كثيراً من الدعاة المخلصين يدعون إلى تنظيمه في إطار محدد يمنع شروره ... مما يعد رجوعا إلى الهدى النبوي الشريف منذ أربعة عشر قرنا ..[80]
· غض البصر
يرى الكثير من الذين لم يتمعنوا في أمر الإسلام تماماً عدة أمور لم ترضيهم في الأوامر الإلهية بغض البصر فقالوا : هو حط من شأن المرأة أنه كلما رأها الرجل غض بصره عنها و تحاشاها و كأنها شيء مكروه ، كما أن غض البصر لا يتناسب مع روح العصر الذي أخذت المرأة فيه حقها في التعري - و العياذ بالله - و إبراز مفاتنها كما تشاء ...
و لكن كلتا الشبهتين باطلة داحضة !!
فأما شبهة أن في غض البصر عن المرأة حطاً من شأنها ، فإن المرأة أيضاً مكلفة بغض البصر فهل هذا حط من شأن الرجل !!
و أما شبهة أن غض البصر لا يتناسب مع روح العصر ، فنقول نعم ! و لكنه أيضا ً لا يتناسب مطلقاً مع الأخلاق السديدة فلا أحد منا يرضى أن يطلع آخر على عوراته و أعراضه !! كما أنه لا يتناسب أيضاً مع حياة صحية سليمة فقد قال تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )[81]
و كلمة ( أزكى ) بمعنى أطهر و بمعنى أسلم و قال صلى الله عليه وسلم : ( النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة ، من تركها من خوف الله جلَّ وعز أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه ) [82]
و العلم يكشف أن الإنسان حينما ينظر إلى امرأة ، و يعيد النظرة ، فإن هذه النظرة أشبه بالضغط على زناد السلاح ؛ تنطلق على إثرها هرمونات جنسية تجوب أنحاء الجسم ، هذه الهرمونات الجنسية تبدل ضربات القلب ، و توسع الأوردة المحيطية ، و تضيق الشرايين المتوسطة و الصغيرة ، و ترفع ضغط الدم ، هذه الهرمونات الجنسية تصل إلى البروستات ، فيغلق طريق البول ، و يفتح طريق ماء الحياة ، و تنطلق مادة مطهرة ، و مادة معقمة ، و مادة مغذية ، ثم يجري تبدل في كيمياء الدم ، من أل أن تتم عملية اللقاء الزوجي ، و يـُحافـَظ على النوع البشري .
أمَّا حينما يطلق الإنسان بصره طوال النهار ما الذي يحصل ؟ هناك هرمونات جنسية تجوب أنحاء جسمه عبر الأوعية الدموية ، و إذا استمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم دون تفريغ لهذه الشحنة فإن ذلك يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى نهى عن اتباع النظرة بنظرة ، و نهى عن تبرج النساء ، وعن تعطر المرأة إذا خرجت من بيتها ، و نهى عن الخلوة بالأجنبية ، و نهى عن المصافحة ، نهى أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها ، هذا كله من أجل الوقاية من أمراض لا تعد و لا تحصى .
ماذا تفعل هذه الهرمونات الجنسية و التي سماها العلماء بالسموم ؟
إذا جرت هذه الهرمونات في الجسم بطريقة معينة ، في وقت محدد ، لتأدية وظيفة معينة ، فعندئذ لا تعد سموماً و لكن عندما تسبح في الجسم و تدور مع الدم أينما جرى طوال النهار فعندئذ تعد من أخطر السموم و هي في طبيعتها هذه لأشبه بسم الأفعى القاتل إذ أنه يقوم بتوسيع الشرايين لدرجة كبيرة مما يسبب انخفاضاً في الضغط و بالتالي إلى الموت ، و الآن أمكن الاستفادة من سم الأفعى في توسيع الشرايين و لكن بكميات محدودة طبعا ً إذاً فهذه السموم تسبب أمراضاً و اختلالاً في تركيب الجسم إذا زادت عن حدها الطبيعي و يمكن تلخيص ما تفعله بالإنسان بما يلي :
1) تظهر رائحة كريهة جدا ً في الإبطين و القدمين .
2) توسع فتحات الغدد العرقية و الدهنية في الكعبين ، و في أسفل القدمين ، و في المؤخرة مما يسبب بعض البواسير .
3) توسع الفتحات الدهنية في الوجه يؤدي إلى ظهور حب الشباب .
4) شقيقة أو صداع نصفي .
5) آلام في المفاصل لا سيما الكبيرة كمفصل الركبة ، و مفصل الورك ؛ حيث أن هذه الهرمونات تقلل من لزوجة السائل الذي بين المفاصل و تجففه مما يؤدي لاحتكاك العظام .
6) هبوط ضربات القلب ، و بطء في الدوران ، و جلطة وريدية محتملة ، و تتوسع الشرايين توسعاً مستمراً مما يفقدها مرونتها و يؤدي بالنهاية إلى تصلب الشرايين .
7) تسبب هذه السموم جلطة دهنية إذا ترسبت في مكان ما مما يؤدي لشلل، أو عمى ، أو كساح ، أو فقد ذاكرة ....
ثقل في اللسان و صعوبة في حركة اللسان في الفم .
9) إمساك مزمن ، حصى المرارة ، تضخم مبكر للبروستات .
و صدق الشاعر الذي يقول :
كل الحــوادث مبداها من النظــر و معظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس و لا وتـــــــر
و المــرء ما دام ذا عين يقلبـــها في أعين الغير موقوف على خطر
يســرُّ مـقلته ما ضــــرَّ مهجتــه لا مرحباً بـسرور عــاد بالضـــرر
و قال آخر :
يــا راميــاً بسهام اللـَّحظ مجتهدا ً أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
و باعث الطرف يرتاد الشفاء له احبس رسولك لا يأتيك بالعطب
فمستحيل أن يحرم الله شيئاً ، أو أن يحلل شيئاً إلا كان وراء ذلك حكمة عظيمة عرفها من عرفها ، و جهلها من جهلها ، و نحن كمؤمنين علينا أن نلتزم شرع الله و لو لم نعرف الحكمة ، و إنما تفيدنا معرفة هذه الحكمة كما قال تعالى : ( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا )[83].[84]
· تحريم المصافحة
قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟
قال علم التشريح : هناك خمسة ملايين خلية في الجسم تغطى السطح .. كل خلية من هذه الخلايا تنقل الأحاسيس فإذا لامس جسم الرجل جسم المرأة سرى بينهما اتصال يثير الشهوة وأضاف قائلاً علم التشريح : حتى أحاسيس الشم فالشم قد ركب تركيباً يرتبط بأجهزة الشهوة فإذا أدرك الرجل أو المرأة شيئا من الرائحة سرى ذلك في أعصاب الشهوة وكذلك السماع وأجهزة السمع مرتبطة بأجهزة الشهوة فإذا سمع الرجل أو سمعت المرأة نغمات من نوع معين كأن يحدث نوع من الكلام المتصل بهذه الأمور أو يكون لين في الكلام من المرأة فإن كله يترجم ويتحرك إلى أجهزة الشهوة ! وهذا كلام رجال التشريح المادي من الطب يبينونه ويدرسونه تحت أجهزتهم وآلاتهم ونحن نقول سبحان الله الحكيم الذي صان المؤمنين والمؤمنات فأغلق عليهم منافذ الشيطان وطرقه فساده قال تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )[85] [86]
كما أن هناك رد مفحم أكثر من الرد العلمي على الذين يبيحون لأنفسهم و يأمرون الناس بمصافحة النساء مدعين أنهم يقومون بذلك لئلا تؤخذ عن الإسلام نظرة خاطئة بأنه دين متزمت فنقول لهم بلسان الناصح المحب : من الجميل أنكم تغارون على الإسلام و سمعته و لكنه من القبيح أن يطعن أحدكم بمخيط من حديد في رأسه لقوله صلى الله عليه و سلم (( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له )) .[87]
كما أن ملكة بريطانيا لا يسمح لها بمصافحة أي رجل إلا سبعة رجال معينين ، فالإسلام جعل المسلمة أعلى شأناً من ملكات الكفار فهي لا تصافح إلا محارمها !! [88]
· وجوب ستر المرأة بدنها مع الوجه و الكفين و القدمين
لماذا فرض الإسلام على المرأة نموذجاً معيناً من اللباس ؟ لماذا أمرها أن تستر جسدها كله ؟ أفما كان يكفي أن يؤمر الرجال بغض البصر بينما النساء يلبسن ما يحلو لهن َّ ؟ أليس في ذلك تقييد لحرية المرأة ؟؟
قال صلى الله عليه وسلم : ( نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)[89]. وقال أيضا ( لا تقبل صلاة حائض إلا بخمار )[90]
و قال تعالى : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [91]
لقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن تبرج المرأة وعريها يعد وبالاً عليها حيث أشارت الإحصائيات الحالية إلى انتشار مرض السرطان الخبيث في الأجزاء العارية من أجساد النساء ولا سيما الفتيات اللاتي يلبسن الملابس القصيرة فلقد نشر في المجلة الطبية البريطانية : أن السرطان الخبيث الميلانوما الخبيثة والذي كان من أندر أنواع السرطان أصبح الآن في تزايد وأن عدد الإصابات في الفتيات في مقتبل العمر يتضاعف حالياً حيث يصبن به في أرجلهن وأن السبب الرئيس لشيوع هذا السرطان الخبيث هو انتشار الأزياء القصيرة التي تعرض جسد النساء لأشعة الشمس فترات طويلة على مر السنة ولا تفيد الجوارب الشفافة أو النايلون في الوقاية منه .. وقد ناشدت المجلة أطباء الأوبئة أن يشاركوا في جمع المعلومات عن هذا المرض وكأنه يقترب من كونه وباء إن ذلك يذكرنا بقوله تعالى : (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [92] ولقد حل العذاب الأليم أو جزء منه في صورة السرطان الخبيث الذي هو أخبث أنواع السرطان وهذا المرض ينتج عن تعرض الجسم لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية فترات طويلة و هو ما توفره الملابس القصيرة أو ملابس البحر على الشواطئ ويلاحظ أنه يصيب كافة الأجساد وبنسب متفاوتة ويظهر أولا ً كبقعة صغيرة سوداء وقد تكون متناهية الصغر وغالبا ً في القدم أو الساق وأحيانا بالعين ثم يبدأ بالانتشار في كل مكان واتجاه مع أنه يزيد وينمو في مكان ظهوره الأول فيهاجم العقد الليمفاوية بأعلى الفخذ ويغزو الدم ويستقر في الكبد ويدمرها .. وقد يستقر في كافة الأعضاء ومنها العظام والأحشاء بما فيها الكليتان و ربما يعقب غزو الكليتين البول الأسود نتيجة لتهتك الكلى بالسرطان الخبيث الغازي .. وقد ينتقل للجنين في بطن أمه ولا يمهل هذا المرض صاحبه طويلا ً كما لا يمثل العلاج بالجراحة فرصة للنجاة كباقي أنواع السرطان حيث لا يستجيب هذا النوع من السرطان للعلاج بجلسات الأشعة من هنا تظهر حكمة التشريع الإسلامي في ارتداء المرأة للزي المحتشم الذي يستر جسدها جميعه بملابس واسعة غير ضيقة ولا شفافة ، فلقد صار واضحاً أن ثياب العفة والاحتشام هي خير وقاية من عذاب الدنيا المتمثل في هذا المرض فضلا ً عن عذاب الآخرة ثم هل بعد تأييد نظريات العلم الحديث لما سبق أن قرره الشرع الحكيم من حجج يحتج بها لسفور المرأة وتبرجها ؟؟[93]
· الطلاق بيد الرجل لماذا ؟؟[94]
يقول الحاقدون على دين الحق إنكم فرقتم بين الرجل و المرأة في حق الطلاق ، وجعلتم الطلاق بيد الرجل لعدم ثقتكم بقدرات المرأة وكفاءتها ، وأردتم أن يكون استقرار بيتها وسعادتها مرهونان بيد الرجل ،فإن شاء طلقها ، وإن شاء أبقاها وهي مهددة في الحالتين.
و للرد على هذه الشبهة الباطلة نتناول الأمور التالية :
2-إن هناك نوعين من الطلاق: الأول يقع بإرادة الطرفين ، وهو ما يسمى (بالإرادة المشتركة) ، والثاني يتم بإرادة منفردة أما بإرادة الزوج والزوجة غير راغبة ،أو بإرادة الزوجة والزوج غير راغب ، وهذان النظامان كلاهما موجود في شريعتنا ، فإذن نحن لم نجعل الطلاق بيد الرجل فقط و إنما راعت الشريعة جميع الحالات والظروف. .
3-إن دعاة المساواة ليس لديهم تحفظ على الطلاق الذي يقع بإرادة منفردة ، لذا نحتاج أن نفصل في ذلك قليلاً:
فلو وقع الطلاق من الرجل ، فالشريعة تعطي للمرأة تعويضاً نفسياً ومالياً وهو نفقة للعدة ونفقة للمتعة ويكون لها المهر ولا يستثنى من ذلك إلا حالة النشوز ولو وقع الطلاق بطلب المرأة فالقاضي يوقع الطلاق وتأخذ حقوقها المالية إذا كان الزوج ناشزاً ، وأما إن كان طلبها للطلاق مزاجياً فتعطي الرجل تعويضاً مالياً وهذا ما يسمى ( بالمخالعة ) .
4-إن المتتبع للأديان والمذاهب في موضوع الطلاق يرى أن منها من يحرم الطلاق والفراق بين الزوجين ، وتكون علاقتهما أبدية ، ومنها من لا يرى للطلاق قيمة ولا لعقد الزواج قدسية ، فالباب مفتوح دائماً ، ولكن الإسلام دين الوسطية والاعتدال ، قد شرع الطلاق وحدد له شروطاً وضوابط ، حتى لا يكون أداة هدم لأهم مؤسسة في الكون ، فهو أي الطلاق رحمة للأسرة تستخدمه متى احتاجت إليه.
5-من الخطأ عند علماء القانون أن نحكم على نص من غير النظر في الدستور كله وفهم العلاقة بين نصوصه ، وهذا ما نريد أن نقوله في موضوع الطلاق ، فالإسلام تعامل مع نص الطلاق بين الطرفين كما يتعامل الصائغ مع كفتي الميزان ، فجعل كفة بيد الرجل ( في بعض الحالات ) وأعطى ( المهر والنفقة الشهرية ) للمرأة ، فلكل طرف حق مربوط بالطرف الآخر ( فهو مغرم ومغنم لكل طرف ) .
6-من المفارقات كما يقول الشيخ الغزالي: " في الوقت الذي تحتج فيه المرأة المصرية على الطلاق " تحتج المرأة الإنجليزية على أبدية الزواج ، وقد تقمت النائبة الانجليزية ( مسز هوايت ) إلى مجلس العموم البريطاني بمشروع يقضي بإقرار الطلاق بين كل زوجين انفصلا أكثر من سبع سنوات .
7-إن الإسلام عندما أقر الطلاق حدد له وقتاً وعين له مراحل ، فلا يطلق الرجل وهو غضبان أو مكره أو وزوجته حائض وقسم بين الطلاق السني والبدعي وأعطى مجالاً للصلح بل وحدد عدداً للطلقات:
الطلقة الأولى: محك وتجربة .
الطلقة الثانية:امتحان أخير للعلاقة .
الطلقة الثالثة:دليل على فساد العلاقة ، فالمسألة ليست عبثاً .
8- لقد أبدعت الشريعة الإسلامية وانفردت في موضوع " المراجعة " دون الشرائع الأنظمة الأخرى لأن الإنسان معرض للخطأ والتقصير ، كما وأن في المراجعة حفظ لحقوق المرأة وحريتها وكرامتها ، وجعل الشارع ضابطها انقضاء العدة حتى لا تكون المرأة لعبة بيد الرجل متى ومتى شاء طلقها ومتى شاء أرجعها ، فلو انتهت العدة فلا يستطيع أن يرجعها إلا بعقد ومهر جديدين ، و للمرأة هنا أن تشترط ما يضمن حققها لو كان الرجل هو المتسبب في الطلاق وأرادت أن ترجع إليه.
لا يختلف اثنان اليوم على استخدام أكثر الرجال للجانب الأيسر من المخ ، وأقوى ما فيه الواقعية والعقلانية ، واستخدام أكثر النساء الجانب الأيمن وأقوى ما فيه الخيال والإبداع والعاطفة ، فالشارع راعى الفروق الفردية بين الجنسين عندما جعل قرار الطلاق بيد الرجل ، ومع ذلك أعطى للمرأة حقها بطرق ووسائل تتناسب وطبيعتها العاطفية .
10- حدث في تونس أن أعطيت المرأة حق الطلاق بنفس وسائل الرجل وطرقه ، فازدادت نسب الطلاق في تلك السنة أضعافاً مضاعفة،ثم تم تعديل القانون ، وتبين أن أكثر النساء اللاتي أوقعن الطلاق كان تطليقهن لأزواجهن بسبب ردة فعل عاطفية تجاه موقف من الزوج فتلفظن بالطلاق ، ثم ندم الكثير منهن على هذا التصرف .
11- في بعض الولايات المتحدة بأمريكا إذا حصل طلاق بين الطرفين فللمرأة نصف ممتلكات الزوج ، وفي ذلك ظلم للطرفين ، فالمرأة يدخل في ملكيتها مال ليس ملكاً لها وهذا ظلم ، والرجل يسلب منه ما يملك من غير رضاه ، وهذا ظلم آخر ، وإني أعرف رجلاً يملك عقارات وأسهم بالملايين ، وعندما طلق زوجته باع كل ما يملك بمئة دولار، فأعطى لزوجته خمسين دولاراً وأخذ هو خمسين دولار اً نكاية فيها حتى لا تستفيد من ماله وكان ذلك بحكم المحكمة .
12- مع كل ما سبق فإن الشريعة أعطت المرأة الحق في أن تجعل الطلاق بيدها دون وساطة القاضي ، وفي هذه الحالة تكون العصمة بيدها إذا وافق الزوج ، فتستوي معه في التمكن من هذا الحق ، ولكن عليها أن تشترط ذلك في عقد الزواج .
13- أدركت بعض الدول الغربية والتي كانت تحرم الطلاق وتمنعه خطأها فيسرت الحصول على الطلاق ، وكانت آخر هذه الدول ايطاليا ، حيث أباحته عام 1971م ويكفي أن نعلم إنه ما إن أقر الطلاق في إيطاليا حتى قدم إلى المحاكم أكثر من مليون طلب طلاق .
كما نشرت مجلة الأسبوع العربي ، العدد(681 )- ص 65: بدأت صناعة بطاقات التهنئة في العالم ، تتجه إلى قضايا الطلاق باعتبارها أمراً واقعاً فظهرت في بعض أسواق الدول الغربية بطاقات مخصصة للأشخاص الذين أنهوا علاقاتهم الزوجية ، وللأشخاص الذين يودون تهنئتهم بذلك ، فقد حوت بعض البطاقات عبارات مثل " تهانينا لطلاقكم " " ونحسدكم على حريتكم " و " وما أجمل ما صنعتم .. حظاً سعيداً ".
14- أعطت الشريعة للمرأة الحق في طلب الطلاق في حالة غياب زوجها عنها أكثر من سنة أو امتناعه عن الإنفاق ، أو إن كان به علة كمرض البرص والعنة و غيرهما ، أو للضرر ، سواء كان الضرر مادياً ،أو نفسياً ، وقد اطلعت على حكم صدر في مصر بتطليق زوجة للضرر وكان الضرر في هذه القضية هو " صمت الزوج " وقد تم تأييد الحكم بالاستئناف والتمييز .
15- إن مشاهير النساء في الغرب إذا تزوجن فإنهن يكتبن ورقة على أزواجهن في حالة حدوث الطلاق فلا يأخذ المطلق أكثر من ( 100 ) ألف دولار مثلاً ، وهذا ما حصل مع " مادونا " عندما تزوجت ممثل مشهور ولم يستمر زواجهما أكثر من سنة فهل هذه العدالة المطلوبة ؟؟[95] .
كما أننا يجب ألا ننسى أن الطلاق يجب أن يكون في الحالة العامة بيد الرجل لأنه هو المتضرر الوحيد فعليه أن يدفع المهر المؤخر و النفقة طوال أشهر العدة ، أما إذا كان الطلاق بيد المرأة فهي ستستخدمه في أي لحظة دون أن يؤثر عليها .[96]
المصادر :
· حقائق الإسلام فى مواجهة شبهات المشككين - النموذج الإسلامى لتحرير المرأة – الجمهورية العربية المصرية – وزارة الأوقاف المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية –http://www.awkaf.oصلى الله عليه وسلمg
· موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية – الدكتور محمد راتب النابلسي
http://www.nabulsi.com· قالوا عن الإسلام – الندوة العالمية للشباب الإسلامي
· غداً عصر الإيمان – الشيخ عبد المجيد الزنداني
· الإعجاز العلمي في الإسلام السنة النبوية لمحمد كامل عبد الصمد
·
www.buti.com موقع الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي .
·
www.almutawa.info موقع الأستاذ جاسم المطاوع .
· محاضرة للأستاذ الداعية : عمرو خالد بعنوان ( مكانة المرأة في الإسلام )
http://www.amصلى الله عليه وسلمkhaled.net
المراجع : للمزيد حول هذا الموضوع
· رسائل إلى العقل الغربي الأمريكي والأوروبي الإسلام وحقوق المرأة ( 2 ) - بقلم أ . د . عبد الصبور مرزوق الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة ، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي - مكة المكرمة
· شبهات حول حقوق المرأة في الإسلام – د . نهى قاطرجي
· المرأة في الإسلام 1/2 : المساواة بين الذكور والإناث . خطبة جمعة عادية للأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .
· مقالات متنوعة أرجو ممن يريد المزيد من المقالات و الكتب المتعلقة بهذا الموضوع مراسلتي و سأقوم إن شاء الله بتزويده بما عندي mailto:
Majdjano@yahoo.comهذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته
[78]
WWW.BUTI.COM [79] متفق عليه.
[80] "الإعجاز العلمي في الإسلام - السنة النبوية" لمحمد كامل عبد الصمد
[81] النور:30
[82] الحاكم ( 7875 ) عن حذيفة و هو صحيح
[83] سورة المدثر (31)
[84] موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة آيات الله في الإنسان
[85] النور:30
[86] " وغدا عصر الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني
[87] رواه الطبراني و صححه الألباني انظر صحيح الجامع ( 5045) و المخيط : بكسر الميم وفتح الياء وهو ما يخاط به كالإبرة والمسلة ونحوها
[88] موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية
[89] رواه أبو داود
[90] رواه الإمام أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجه
[91] (31) سورة النــور
[92] سورة الأنفال : 32
[93] الإعجاز العلمى في الإسلام والسنة النبوية د. محمد كامل عبد الصمد
[94] موقع الدكتور جاسم المطاوع
[95] الرد على هذه الشبهة مأخوذ من موقع الأستاذ جاسم المطاوع ، و قد أوردته كما هو لما رأيت فيه من الفائدة