الزواج الناجح واثره على التربية

الزواج هو ذاك الربط المقدس الذي يجمع بين اثنين وذاك الرابط يحتاج إلى التدعيم والصيانة من اجل تلاشي أي مكامن ضعف من المحتمل ان تظهر لاحقا وحتى يتمكن من الصمود في وجه العواصف العاتية التي من الممكن ان يتعرض لها
والزواج الناجح هو طرق معبد للتربية الناجحة للأطفال داخل الأسرة وكلما اهتم الزوجين بعلاقة ناجحة بينهم كلما كانت فرصة التربية السليمة للأبناء اكبر

فكثيرا ما نشاهد أطفال يعانون من أمور تربوية سيئة جدا وعند محاولة اكتشاف الامر نجد ان الأسرة مفككة وزواج والديهما مهدد بالسقوط ويعاني من مشاكل كثيرة مفككة له
ومن هنا كان الاهتمام بتحصين العلاقة الزوجية داخل الأسرة أمر بالغ الأهمية في سبيل التربية الصالحة للأطفال
لذلك فان تدعيم العلاقة الزوجية داخل الاسرة واجب ملح على الزوجين القيام به لحماية الأبناء وتحسين تربيتهم

وحتى ندعم زواجنا ومده بالقوة لا بد من أسس ننطلق منها وهي تعتبر ركائز الزواج ومن دونها إما يكون الزواج فاشلا أو متصدع وهش وإما يكون زواج دائم بلا سعادة تذكر
طبعا أنا سأذكر لكم أهم مرتكزات السعادة الزوجية وبالطبع يندرج تحت كل عنصر عناصر فرعية ولكنها لا تعتبر أساسية واعتقد أنها واضحة لكم وان لم تكن واضحة العنوان المحور سيوضحها لكم بإذن الله

أ هم مرتكزات الزواج الناجح

1- التفاهم : عندما يكون كل طرف يفهم الآخر ويدرك تكوينه النفسي والشخصي هذا من شانه ان يساعد على ان تتصف حياتهم الزوجية بالسهولة وقلة المشاكل وعلى العكس تماما غياب التفاهم بين الزوجين يعني وجود حياة صعبة ومشاكل لا تنتهي والتفاهم يكون أساس لانتشار فن الحوار بين الزوجين فالحوار الزوجي نتائج رائعة وخاصة ان بني على التفاهم ولكن حتى يتمتع كلا الزوجين بالتفاهم هناك أمور يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ومنها

أ-المستوى التعليمي والثقافي بين الزوجين هذا أمر مهم فكلما كان هناك تقارب في العلم والثقافة بين الزوجين كلما كانت فرصة التفاهم اكبر بينهما
ب- التقارب البيئي ما اقصده بهذا العنصر هو ان كلا الزوجين ان كانا من بلدان أو أماكن داخل البلد الواحد متقاربة بالعادات والتقاليد والنمط الحياتي هذا يسهل عملية التفاهم للآخر ان كنت أنا من بيئتك افهمها اعرف متطلباتها واعرف كيف نشأت سأتفاهم معك بسهولة تامة أما ان كنت من مكان آخر غريب عن المحيط الذي نشأ فيه زوجي ساجد صعوبة بالغة في تفهم وضعه وشخصيته والسبب ان البيئة تلعب دورا قويا في تكوين الإنسان النفسي والشخصي وحتى الجسدي

2- الاحترام وحسن التعامل : ليس هناك أجمل من شعور الاحترام بين الزوجين وحتى ان كان هناك اختلاف في وجهات النظر يبقى الاحترام سيد الموقف فالاحترام يرفع أسهم الآخر في القلب ويمتن العلاقة الزوجية والاحترام لا يكون فقط بين الزوجين بل الاحترام يكون أمام الجميع وحتى يشعر الآخر به يجب ان يكون احتراما صادقا لا متصنعا
ومن يحترم الآخر فهو يعترف بوجوده أولا ويقدم له حقوقه ثانيا وهذه أمور مهمة جدا في العلاقة الزوجية
وحسن التعامل ان تم بناءه على قاعدة الاحترام كان تعامل رائع لم يخلف إلا السعادة الزوجية والأسرة المتينة

3- الحب والعاطفة : الحب والعاطفة أمران من أهم أسس السعادة الزوجية فان فقد الحب وان افتقر الزواج للعاطفة فغالبا لا يستحق هذا الزواج ان يسمى زواج بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
ان تكون الحب الذي قبل الزواج في مرحلة الخطبة يكون الأمر رائعا بعد الزواج وخاصة ان تم إرفاق الحب ببقية العناصر المكملة للزواج ولكن هناك عادات وتقاليد في بعض المجتمعات قد تقف حاجزا بين الخطيبين وتقطع الطريق على تعرف كل طرف على الأخر وبالتالي سيتأخر نمو بذور الحب بينهما ولكن لاحقا بعد الزواج ان كان هناك قبول من كل طرف للأخر ينمو الحب بينهم ولكن هناك حالات لا يستطيع كل طرف ان يشعر بالحب تجاه الآخر ويسود بينهم جو العشرة لا الحب وهو أمر قاتل للسعادة ومرد هذا الأمر لان فرصة تعرف كل طرف على الآخر من قبل لم تتاح ولو أتيحت الفرصة ربما ولد الحب مبكرا وربما تم إنهاء العلاقة ان لم يولد الحب قبل الوصول للزواج
أما العاطفة فهي يجب ان تكون أسلوب تعامل بين الزوجين في كل وقت وفي أي مكان ولكن أحيانا يكون احد الطرفين يكن حبا وعاطفة كبيرة للآخر ولكن لا يعبر عنها للآخر وهذا أمر قمة في الخطأ لن كان أي من الطرفين يشعر بالحب والعاطفة للآخر عليه ان يترك الآخر يشعر بها بكلامه وملمسه وبين أحضانه وسيطرة العاطفة على أسلوب التعامل بين الزوجين كفيل بمنح كلاهما لحظات رائعة جدا

4- الثقة بالآخر : ان ثقة كل طرف بالأخر وابتعادهما عن التشكيك عامل يقوي العلاقة الزوجية فأن كل طرف يشعر ان هناك طرف آخر يثق به ويدعمه ويساعده لتحقيق هدفه وعادة الزوجة هي التي تعاني أكثر من انعدام الثقة بها وبقدراتها لذلك وفي هذه النقطة بالتحديد هي تحتاج إلى الكثير من الثقة والدعم من زوجها وعندها ستتعلق بزوجها أكثر والفائدة تعود على كلا الطرفين

5- الحالة المادية : لا يخفى على احد ان الوضع المادي للاسرة أمر مهم جدا في ترسيخ السعادة وانأ لا اقصد من هذا الكلام الثراء الفاحش بل وضع مادي قادر على تلبية متطلبات الأسرة الضرورية وقادر على تحقيق بعضا من الطموح لكلا الطرفين ولاحقا للأطفال وبشكل عام الأسرة المتمتعة بالاستقرار المالي والدخل الجيد هي الأكثر تحصيلا للسعادة على الرغم ان السعادة تكون عند الأسر الأخرى ولكن بدرجات اقل
والأفضل في هذه النقطة ان يقوم الرجل مسبقا بالتفكير بها قبل الزواج وان يرتب أموره على خير ما يرام قبل ان يتزوج وهذا أمر يقلل الكثير من المشاكل ويوفر الكثير من السعادة
نعم هناك من يفصل بين السعادة والمال ولكن أنا لست مع هذا المنطق أنا لا أقول ان المال يجلب السعادة بل أقول المال والاستقرار المعيشي يساعدان في تدعيم السعادة الزوجية أما ان كان هناك سعادة ولم يكن هناك مال سينتج عن هذا الأمر تداعيات وهزات متزايدة وخاصة في ظل ظروف معيشية صعبة يعاني منها الجميع والأمر برمته سيرتد على السعادة ويبدأ بالتهام أطراف منها إلى ان يصل الحال بالزوجين بعدم الشعور بها إلا نادرا وفي المناسبات

6- السعادة الجنسية : طبعا العلاقة الزوجية تتضمن علاقة جنسية بين الزوجين والبعض يعتبرها من أهم أركان السعادة وهي كذلك بالفعل ان كان هناك علاقة جنسية جيدة بين الزوجين الأمر يرتد على السعادة بإطارها العام والرجل السعيد في فراشه هو غالبا سيشعر بالسعادة في حياته والأمر ينطبق على المرأة ولهذه السعادة متطلبات هامة لتكون مصدر فرح للطرفين

أ‌- التقيد بالضوابط الدينية فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية

ب‌- احترام حق الزوج والزوجة في الحصول على السعادة وغالبا في مجتمعاتنا العربية نجد تقصيرا كبيرا من جهة الزوج تجاه زوجته بشان حصول الزوجة على حقها الجنسي من زوجها هذا أمر بالغ الخطورة ويترتب عليه نتائج وخيمة

ت‌- الاحترام للأخر ضمن إطار العلاقة الجنسية وهذا أمر يتجاهله الكثير من الزوجين

ث‌- الصراحة المتبادلة بين الزوجين بشان العلاقة الجنسية بينهما حسناتها وسيئاتها

الخاتمة

حتى يحقق الزوجين السعادة لا بد من ان يؤمنوا بوجودها أولا وان يتمتعوا بالرغبة في بلوغ السعادة الزوجية والسعادة لا يمكن ان يحققها طرف دون آخر بل تحقق بالتعاون بين الزوجين كل طرف يقوم بواجبه تجاه الآخر وتجاه الأسرة مما يساعد في بلوغ السعادة الزوجية .
وإذا ما وضع كلا الزوجين التربية الصالحة للأبناء نصب أعينهم تمكنوا من تخطي الصعاب وتمكنوا من التمتع بعلاقة زوجية قوية ومفيدة من جهتين الأولى منح الزوجين السعادة والثاني الخطو خطوة كبيرة وسليمة في طريق تربية الأطفال وتنشئتهم على أسس ثابتة يمكن الانطلاق منها نحو المستقبل بثقة كبيرة بالنفس

السعادة الزوجية ليست حلم بل هي واقع ملموس فقط علينا ان ننظر جيدا ونسير في الطريق الصحيح الذي يقودنا لأحضانها وما أجمل ان تقترن السعادة الزوجية بالنجاح التربوي داخل الأسرة عندها تصبح الفرحة مزدوجة والسعادة مضاعفة

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شكرررررررررررررررررررررررررررررا

» من روائع الدورات (( أسرار الزواج الناجح )) بقلم أ.باسمة الكوس
» وزارة التربية والتعليم
» معتقدات وغرائب الزواج
» عادات في الزواج
» الزواج المبكّر