سنترك الرد على هذا الفكر للقراء الأعزاء ونتمنى أن يكون الأخوة المسلمون منصفين فى آرائهم خاصة بعدما تعرفوا على الكثير من الحقائق التى كانت خافية عنهم .
رغم سماحة الإسلام، وشهادات كثير من علماء الغرب على انتشاره بالسلم والقدوة والكلمة الطيبة.. ورغم تعرض الإسلام وأمته وعالمه لقرون متطاولة من الغزو والاستعمار الغربي.. فإن تيار الرجعية واليمين الديني في الغرب ـ الأوروبي والأمريكي ـ لا يفتأ يفتري على الإسلام.. ولا تزال كثير من وسائل الإعلام الصهيونية والغربية تتاجر في الكذب على الإسلام وترتزق من هذا الكذب ـ حتى لكأنهم الذين قال ـ سبحانه وتعالى ـ فيهم :{وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}(الواقعة: 82)..
فالقس الأمريكي "بات روبرتسون" ـ مؤسس جماعة التحالف السياسي المسيحي، التي تسيطر على الكونجرس والحزب الجمهوري والإدارة الأمريكية ـ وهو مرشح أسبق للرئاسة الأمريكية ـ والأب الروحي للرئيس جورج بوش الصغير ـ والذي ولد بوش على يديه ولادته المسيحية الجديدة!.. يقول ـ هذا القس ـ : (إن الدين الإسلامي دعا إلى العنف وإن محمدًا هو الشيطان نفسه)!!..
والمستشرق الصهيوني الأمريكية "برنارد لويس" يقول: (إن إرهاب اليوم هو جزء من كفاح طويل بين الإسلام والغرب.. فالنظام الأخلاقي الذي يستند إليه الإسلام مختلف عما هو في الحضارة اليهودية/ المسيحية ـ الغربية ـ وآيات القرآن تصدّق على ممارسة العنف ضد غير المسلمين.. وهذه الحرب هي حرب بين الأديان)!!..
وتقول "مارجريت تاتشر" ـ رئيسة وزراء انجلترا الأسبق ـ : (إن تحدي الإرهاب الإسلامي الفريد لا يقف عند أسامة بن لادن، وإنما يشمل حتى الذين أدانوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر على أمريكا .. والذين انتقدوا أسامة بن لادن وطالبان، لكنهم يرفضون القيم الغربية، وتتعارض مصالحهم مع مصالح الغرب..)!!..
وإذا كان هؤلاء المفترون ـ وأمثالهم ـ قد اتهموا الإسلام بالتأسيس للإرهاب ـ بمعنى قتل الأبرياء وترويع الآمنين ـ ثم فضحتهم أقلامهم وألسنتهم عندما اعتبروا "رفض القيم الغربية.. ومعارضة الأطماح الغربية" إرهابًا وعنفًا دمويًا!!.. فإننا نلفت أنظارهم إلى "النفاق الفكري" الذي يجعلهم يتهمون "الضحية" ويبرئون "الجناة"!.. ونقول لهم:
ـ ألم تروا الممارسات التي تتعرض لها شعوب إسلامية كثيرة، قد غدت ضحايا وفرائس للعنف الغربي والصهيوني، في فلسطين.. والعراق.. والشيشان.. وتايلاند.. وبورما.. وكمشير.. والفلبين.. وغيرها من بلاد الإسلام؟!
ـ إن إخراج الناس من ديارهم وأوطانهم، وتحويلهم إلى لاجئين، هو عنف وإرهاب وترويع للأبرياء والآمنين، وأغلب اللاجئين، على النطاق العالمي، هم من المسلمين!
ـ وإن نظرة على تاريخ العلاقات بين الغرب والشرق، لتضع بين أيدينا وأبصارنا وبصائرنا على قرون الغزو والعنف والقهر الثقافي والسياسي والديني والحضاري الذي مارسه الغرب ضد الشرق أغلب قرون ذلك التاريخ:
* عشرة قرون من الغزو والقهر الإغريقي/ الروماني/ البيزنظي ـ من "الإسكندر الأكبر" (356 ـ 323ق.م) ـ في القرن الرابع قبل الميلاد ـ وحتى "هرقل" (610 ـ 641 م) ـ في القرن السابع للميلاد ـ ..
* وقرنان من الحروب الصليبية (489 ـ 690هـ ـ 1096 ـ 1291م)
* وخمسة قرون، هي عمر الغزوة الغربية الحديثة ـ التي بدأت بإسقاط "غرناطة" (897هـ ـ 1492م) وبالالتفاق حول العالم الإسلامي، واستعمار أطرافه، ثم قلبه.. وهي الغزوة القائمة حتى هذه اللحظات.. والتي تحالف فيها الغرب مع عدوه التاريخي اليهودية والصهيونية ضد الإسلام وعالمه.. كما سبق له وصنع بالتحالف مع التتار الوثنيين ضد الإسلام إبان الحروب الصليبية!..
* وإن نظرة على خريطة عالمنا المعاصر، لترينا القواعد العسكرية الغربية تغطي أرض الإسلام.. وأساطيل الغرب تحتل مياه عالم الإٍسلام.. وشركات الغرب الاحتكارية تنهب ثروات الإسلام.. بينما يخلو الغرب من أي جندي مسلم.. أو شركة إسلامية.. أو مركب للصيد يمتلكها مسلمون؟!.. فهل ـ مع كل هذه الحقائق ـ يظل الإسلام والمسلمون هم الإرهابيون؟!..