في قصة الصحابية التي سألها الرسول عن خنجر كان بحوزتها
فأجابتها أنها تنوي أن تطعن المشركين الذين يتعرضون لها في بطونهم به ، فضحك رسول
الله ، فقلت في نفسي : أكيد أن رسول الله ضحك موافقة لها ورضي بفعلها ، فهل في هذا
شيء ؟
الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذي ذكرته السائلة رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا فكان
معها، فرآها أبو طلحة فقال: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر؟ فقال لها رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا الخنجر؟ قالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين
بقرت به بطنه. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.
ولا ندري ما معنى سؤال الأخت السائلة: (هل في هذا شيء؟) فهل هي
تسأل عن حكم شيء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!! فضحكه صلى الله عليه وسلم
في هذا الموطن وغيره: موضع قدوة، كما في سائر مواقفه صلوات الله وسلامه عليه.
وفي الحقيقة أنها لو تدبرت الحديث لانتفعت منه بما يقطع عنها وسوسة أن
الضحك في مثل هذه المواطن يشوبه شيء من الاستهزاء، بل الأمر كما ذكرت السائلة أن
هذا إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم لأم
سليم وتأييد لفعلها وإعجاب ورضا بموقفها.
والله أعلم.