لطالما كان الجمال أحد أهم المواضيع بين دائرة النساء بل الرجال، ولطالما كانت صناعة الجمال والموضة واحدة من أكثر الصناعات رواجاً ونجاحاً، وهو الأمر الذي قد يجده البعض في تزايد كبير، خصوصاً مع ارتفاع نسبة ثقافة الموضة بين الأفراد، بعد الانفتاح الكبير الذي تعيشه الدول المختلفة، لاسيما الإمارات، وتحديدًا دبي، التي يمكن اعتبارها واحدة من أهم عواصم الموضة الحديثة.
ومع انتشار القنوات الفضائية والمجلات والمواقع الإلكترونية المختصة بالموضة والجمال، وآخر الصيحات، أصبحت قدرة النساء على الاهتمام الشخصي واعتمادهن على أنفسهن في العناية بجمالهن أمراً أكثر سهولة من السابق، حيث كانت تلك مسؤولية تقع بالشكل الأكبر على عاتق مراكز التجميل وخبيراتها.
فاعتماد النساء على لمساتهن الشخصية للعناية بالماكياج والشعر، أمر صار يمكن ملاحظته بشكل واسع في الأسواق والأماكن العامة، وهو ما أكدته دراسة حديثة أجرتها مؤسسة «يوغوف سيراج» للدراسات لمصلحة شركة «شوارتسكوف» حول تدابير العناية والحفاظ على الجمال التي تتبعها النساء في الإمارات، والتي تؤكد أن أيام الاعتماد على مراكز التجميل بين النساء قد ولت، حيث بدأت النــساء في تقليص الإنفاق على مســــتلزمات العناية بجمالهن، وأوضح الاستطلاع الذي شاركت فيه 759 امرأة من مختلف أنحاء الدولة، أن 57٪ من النساء في الإمارات تنفق أقل من 1200 درهم إماراتي سنوياً على العناية بشعرهن وتصفيفه، بينما قالت 33٪ منهن، إنهن لم يعدن يذهبن إلى مراكز التجميل.
وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في الإنفاق على مستلزمات التجميل، فإن النساء في الإمارات لايزلن يحرصن إلى حد بعيد على الاعتناء بمظهرهن، ويشعرن بالقلق من أية علامة تقدم في السن تظهر عليهن، وقالت 40٪ من المشاركات اللواتي تجاوزن سن الثلاثين، إن ظهور شعرات بيضاء لديهن قد يمنعهن من مغادرة المنزل.
كما أوضحت الدراسة أن الوقت أيضاً، وليس فقط النقود، أصبح ما تبحث نساء الإمارات عن وسيلة لاستغلاله بكفاءة أكثر، فبينما عملن على تخفيض نفقات العناية بالجمال، فإنهن قلصن أيضاً الوقت المخصص للعناية بالشعر، وأصبحن يقضين ما متوسطه 13 دقيقة يومياً، أي أقل من 1٪ من اليوم كله، في العناية بالشعر أو تصفيفه، وفي ما يخص أسوأ ممارسات التجميل المتبعة، أوضح الاستطلاع أن كلاً من الرجال والنساء في الإمارات متفق تماماً على أن الإكثار من استخدام مساحيق ومستحضرات التجميل يأتي على قمة القائمة.
للمناسبات فقط
وتؤكد خبيرة الماكياج الإماراتية عذبة، أن غالبية النساء تعتمد اعتماداً كاملاً على أنفسها عند الاهتمام بمظهرها الخارجي في الماكياج والشعر، في حالات الخروج اليومي، أو المناسبات البسيطة، «فغالباً ما تكون حجوزات وجلسات الماكياج التي أقدمها خاصة فقط بمناسبات كبيرة، مثل حفلات الزفاف والخطوبة، وجلسات التصوير المحترفة للعارضات والفنانات، والأمر لا يتعدى ذلك»، مشيرة إلى أن الاطلاع الكبير والانفتاح على مواضيع الجمال المنتشرة في وسائل الإعلام جعل من السهولة على المرأة الاعتماد الشخصي على نفسها في العناية بجمالها.
وتضيف عذبة، أن هناك العديد من القواعد غالباً ما تقدمها نصائح لزبوناتها، للعناية بجمالهن، «سواء كانت من خلال الشكل الأنسب للحواجب، أو ألوان كريمات الأساس المناسبة لكل منهن، أو طرق استخدام الماكياج البسيط للعمل والخروج اليومي».
بينما توضح خبيرة العناية بالشعر سيلفي، أن الاهتمام بالشعر وألوانه وتغذيته من أكثر المواضيع التي تركز عليها المرأة، «خصوصاً أن الشعر يحتاج دائما إلى الخبرة في العناية به»، مشيرة إلى أن لجوء النساء إليها غالباً ما يكون لتقديم الحلول الخاصة بتغيير اللون، «وذلك فقط عندما تكون المرأة تعاني وجود أكثر من لون في شعرها بسبب التكرار، ما يحتاج إلى عناية خاصة، بينما تعتمد النساء على أنفسهن غالب الوقت، عندما تكون الصبغة موحدة»، بينما يعتبر الماكياج آخر همومها، «فأنا لست من هواة الماكياج الكثير، ولا أعرف سوى طريقة بسطية واحدة لوضعه، وهي الطريقة التي غالبا ما اعتمدها في المناسبات أيضاً».
وهو ما تؤكده عذاري سالم، موظفة بنك في الشارقة، والتي تؤكد أنها غالبا ما تعتمد على نفسها في تغيير صبغة شعرها، «فإضافة إلى أن الأمر لا يتعدى تعزيز لون شعري الداكن، فأنا لا أثق تماما بمراكز التجميل، ولا أثق باهتمامها الكامل بشعري، فمن الطبيعي أن أكون أنا أكثر حرصا على سلامة شعري من الآخرين».
أكثر اطلاعاً
إضافة إلى عدم الثقة بحرص خبيرات الشعر في مراكز التجميل، تعترف ميثاء. خ، طالبة جامعية، بأن المبالغ الكبيرة الخاصة بخدمة صبغ الشعر والعناية به «هي واحدة من أكثر الأسباب التي تجعلني أتفادى الاعتماد الكامل على مراكز التجميل، وهو ما يجعلني أميل إلى صبغات الشعر الموحدة، بعيداً عن الخصل الملونة، التي يصعب التحكم بصبغها بشكل شخصي، والتي غالباً ما تؤثر سلبا في صحة الشعر»، أما في ما يخـــص الماكياج فهي ترى أنها و«بقية الفــــتيات من جيلي أكثر خبرة وقدرة على اعتماد ما يناسبنا من ألوان وتقنيات لوضـــع الماكياج، وأعتقد بأننا أكثر جمالاً وجاذبـــية من نساء الأجيال السابقة في الخليج، ليس لأن طبيعتنا أكثر جمالاً منهن، كل ما في الأمر، أننا على خبرة وثقافة أكبر منهن في مجال الجمال والعناية بالمظهر، وما يناسبنا من ماكياج وتسريحات، نحن أكثر اطلاعاً لا أكثر».
الجمال بالأرقام
كشف الاستطلاع الذي قامت به شركة شوارتسكوف أخيراً أن:
90٪ من النساء في الإمارات يلجأن إلى منتجات صبغ الشعر المنزلية.
25٪ من النساء في الإمارات بين عمر 18 و29 يرين أن حب الشباب سبب وجيه لعدم خروجهن من المنزل.
تقضي المرأة في الإمارات معدل 13 دقيقة في اليوم (أي أقل من 1٪ من يومها) للعناية بشعرها وجمالها.
عدم وجود ملابس مناسبة للخروج هوٍ السبب الأول لعدم ميل النساء في الإمارات إلى الخروج من المنزل، بينما يعتبر فشل تسريحة الشعر السبب الثاني.
يعتقد الرجال والنساء في الإمارات أن أسوأ خطأ تقع فيه النساء هو المبالغة في وضع الماكياج