أطلقت مؤسسة دبي للمرأة مؤخرا الاصدار الأول لتقرير المرأة العربية والقيادة تحت عنوان "مفهوم المرأة العربية في العالم العربي" بمشاركة 94 قيادة نسائية من 14 دولة عربية من بينهن 17 قيادة نسائية ناجحة من دولة الإمارات من جنسيات عدة
وإستعرضت التقرير حصة تهلك مدير أول الدراسات والأبحاث بمؤسسة دبي للمرأة وجاء كماي يلى:
- ذكر التقرير أن العالم العربي حقق تقدما كبيرا في تعزيز الدور القيادي للمرأة، مؤكدا أنه مع ذلك وفي اطار المقارنة مع دول أخرى في العالم يتبين أنه لا يزال أمام المنطقة العربية أشواط كبيرة لتقطعها من أجل التطوير والتحسين لأجندة هذه القيادات واتاحة المجال لتقديم الأجيال الجديدة من النساء الطموحات في المنطقة
- وقد ارتكز التقرير على استطلاع رأي شمل 37 قيادة نسائية في القطاع الاقتصادي و33 في المجتمع المدني و9 من قيادات العمل السياسي و15 من القيادات النسائية في المجال الفكري والثقافي
- ورصد التقرير مفهوم القيادة من وجهة نظر القيادات النسائية العربية وتوصل إلى رؤى مهمة بشأن الخصائص الفردية والسمات المحددة لهذه القيادات، حيث أن الأغلبية العظمى من القيادات النسائية أجمعن على تعريف المرأة العربية على انه "عضو فاعل في المجتمع" ينظر إليه بعين الثقة ومصممة على التغلب على كافة العقبات التي تعترض مسيرتها
- وسلط التقرير الضوء على مقومات المرأة العربية من خلال 5 فئات، أولها عوامل النجاح، حيث تناول الأشخاص المؤثرون في مسيرة المرأة وكانت النتيجة ان الأم هي صاحبة الاثر الإيجابي الأكبر في مسيرة النساء المهنية وكان تأثيرها بنسبة 67% يليها الأب بنسبة 66% ثم الزوج بنسبة 61% ثم بعد ذلك الأهداف والتطلعات والثقافة والمعرفة، بالإضافة الى القيم التي تتمتع بها المرأة العربية ومنها قيم عائلية وكرامة وقيم انثوية وتواضع ونزاهة وسمعة واحترام الذات الثقة بوجود الخير في الآخرين
- وقارن التقرير بين القيادات العربية سواء نساء أو رجال ، حيث أشار الى أن ما يميز القيادات النسائية هو الالتزام الاكبر والتركيز على التفوق والتواصل والشمولية وأنهن أقل تعطشا للسلطة، وأشرن أيضاً إلى أن ما يجعلهن مختلفات هو تمسكهن بأنوثتهن والالتزام بالحياة العائلية والقيم
- وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه القيادات العربية النسائية أوضح التقرير أن 65% من المشاركات في الاستطلاع يعتقدن أن العقبات أكثر وضوحاً في العالم العربي مقارنة مع الدول المتقدمة رغم أنها ذاتها الموجودة في الجهتين، وركزن على اثنين من التحديات وهما التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية والعملية لإثبات الذات
- وأكدت المشاركات في التقرير أن العوامل الثلاثة الأكبر أهمية في تمكين المرأة للوصول إلى المناصب القيادية في العالم العربي البيئة الاقتصادية وتمثل 69% والوعي العام بالقيادة النسائية وتمثل 59% والتعليم ويمثل 59%، أما التحديات الثلاثة الأكثر أهمية في طريق المرأة للوصول إلى المناصب القيادية في العالم العربي هي البيئة بنسبة 44% والأطر القانونية بنسبة 42% والعادات والتقاليد بنسبة 41% .
- وتتضمن التحديات الأساسية التي حددتها القيادات النسائية العربية الافتقار إلى الحرية، وعدم الاستقرار السياسي، والمخاوف من تعزيز الانطباع الخاطئ حول ارتباط المرأة بالتطرف السياسي، والحالة الثقافية التي أسهمت في إيجاد بيئة يمكن فيها للمرأة العربية مقاومة مفهوم التمكين السياسي للمرأة، فضلاً عن التصويت للمرشحات، والغموض الذي يحيط بتعيين القيادات النسائية العربية كرموز أكثر من كونهن ممثلات فعليات للتغيير، ونظام الحصص الذي يفرض سقفاً زجاجياً لا يمكن للمرأة أن تتخطاه، بينما يفرض أيضاً مجتمعاً قائماً على أساس الجنس، وأخيراً فقدان دعم الأحزاب والدعم الإعلامي والمصادر المالية
- أما التحديات الرئيسية التي تواجهها القيادات النسائية العربية في بيئة العمل خلال مراحل التطور الوظيفي تتمثل فى هيمنة الرجل على المناصب الإدارية العليا، والسياسات الخاصة بشؤون الموظفين المنحازة للرجل، وفقدان خيارات القيادة والتدريب، واستثناء النساء من شبكات التواصل الرجالية خارج أماكن العمل، وعدم إشراك النساء في عمليات صناعة القرار
- واتفقت غالبية القيادات النسائية على وجود تغيير إيجابي في المنطقة العربية لصالح القيادات النسائية، حيث تتسارع وتيرة هذا التغيير مما سيؤدي لخلق بيئة أكثر ملاءمة للقيادات النسائية في المستقبل ويعتقد 82% من المشاركات أن مشاركة النساء في أجندة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدانهم أفضل مما كانت عليه منذ 5 سنوات وان 86% يعتقدن أن مشاركة النساء في وضع هذه الأجندات في بلدانهن سوف تزداد في السنوات الخمس المقبلة
وألقى التقرير الضوء على عدد من التجارب الناجحة إقليمياً ودولياً في مجالات مختلفة وذلك من خلال استعراض دراسة حالة أو مقتطفات من عناوين الأخبار التي نشرت في وسائل الإعلام
إحصائيات
- 70% من قيادات الأعمال النسائية العربية اللواتي شملتهن المقابلة صنفن هيمنة المرأة في المناصب الإدارية العليا كمؤشر حقيقي على التغيير الملحوظ في الريادة النسائية
- 67% من قيادات الأعمال النسائية العربية صنفن سياسات شؤون الموظفين المنحازة لصالح الرجال على أنها ثاني أكبر التحديات التي تواجه القيادات النسائية العربية
- 57% من قيادات الأعمال النسائية العربية اعتبرن إقصاء النساء عن الشبكات الرجالية غير الرسمية خارج أماكن العمل على أنها أكبر العوائق التي تواجههن
- 73% من القيادات النسائية العربية لا يعتبرن أن أماكن العمل المختلطة تشكل عائقاً أو تحدياً بالنسبة لهن، باستثناء السعودية
توصيات التقرير
- خلص التقرير إلى أن التفسير والاجتهاد الفردي في الدين هو العائق في طريق المرأة العربية للقيادة وليس الدين بحد ذاته، بالإضافة الى أن قوانين الأحوال الشخصية وقوانين العمل والحقوق السياسية تحد من قدرة المرأة على ممارسة دورها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ما يؤدي بالنتيجة إلى الحد من قدراتها على الوصول إلى المناصب القيادية.
- ويمثل العالم العربي على العموم بيئة سياسية مفضلة أكثر لدى النساء اللواتي يتطلعن إلى تقلد مناصب بارزة . ومع ذلك، فإن نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات العربية لا تزال الأدنى على المستوى العالمي
- أكد التقرير أن هناك تحديا رئيسيا يواجه النساء الطامحات إلى الوصول إلى مناصب قيادية يتمثل في رداءة مستوى التعليم، حيث أظهرت دراسات متعددة تم إجراؤها لاستطلاع آراء القيادات النسائية العربية أن نظام التعليم العربي لا يمنح عنصر الإبداع والتفكير النقدي وحل المشكلات الأهمية والقيمة المفترضين، وأن العديد في منطقة الخليج التحقن بمدارس وجامعات أجنبية للتحصيل العلمي نظراً لضعف المؤسسات التعليمية الراقية.
- كما أوصى التقرير بإيجاد أماكن عمل على أساس الحيادية في الجنس، وتتمتع بسياسات أفضل فيما يتعلق بالموارد البشرية، وبرامج للمواهب الفذة، وتوجيه وتدريب الكوادر النسائية
- طالب التقرير بدعم للمرأة من قبل الأحزاب السياسية، ودور الشخصيات النسائية السياسية . وكسر الصورة النمطية بين الجنسين، ورصد وسائل الإعلام، والحث على المشاركة في وسائل الإعلام [/center][/size][img][size=24][center]
http://content.evearabia.com/03401567-b313-45c4-9fee-6a7326564de8.jpg[/img]