كما ذكرنا فى الجزء الأول فغالبا ما تعود تلك الظاهرة إلى التنشئة الخاطئة من معاملة سيئة وإضطهاد للفتاة ومعاملة قاسية لها من قبل والدتها وتسلط الوالد أو حتى غيابه ولذلك يجب من البداية أن تقوم الأم بدورها فى التنشئة السليمة للفتاة منذ طفولتها وتأكيدها لإبنتها أن الرجل والمرأة لكل منهما خلقة ودور في الحياة وتذكيرهن بعظيمات نساء التاريخ وكيف قدن مسرتهن دون تغير في شخصياتهن فضلا عن إشباع حاجة الفتاة عاطفيا وتعاهدها بالرعاية والاهتمام من قبل والديها وذلك للوقاية من حدوث مثل تلك الإنحرافات
أيضا يجب التدقيق في اختيار الفتاة لصديقتها سواء من قبل الأم أو الإبنة نفسها فلابد أن تكون لديهن قيم ومبادئ متقاربة
ولأجل كسب الصداقات الجيدة يجب على الفتاة اكتساب المهارات والآداب الاجتماعية وأسلوب الحوار والتعامل الجيد مع الناس
ويراعى في الصديقة أيضا ألا تكون متكبرة بحيث لا تراعي الآخرين وألا تكون ممن يخفون صفات وأفعال عكس ما يبدون ولذلك من المهم أن يتم تحديد الأهداف في الحياة، وأن تكون لكل فتاة شخصية مستقلة، وألا تنقاد دون تفكير لما يقوله ويفعله الأخرون ولابد ان تبتعد الفتاة عن الصديقة التى تحاول التشبه بصفات رجولية من طريقة حديث أو ضحك أو ملابس أو غيره فهى بذلك ستقود صديقتها لنفس الطريق
أما بالنسبة للفتاة التى أصبحت مسترجلة فيختلف علاج كل واحدة عن الأخرى وفقا لتشخيص الطبيب ولذلك يجب أن تذهب لطبيب أولا ليحدد ما إذا كانت المشكلة نفسية أم عضوية ، ففى حالة المشكلة العضوية يكون العلاج عضوى ودوائى أما فى حالة المشكلة النفسية يكون العلاج نفسى عبر تحليل الحالة ودراسة تلك الشخصية عبر الطبيب النفسى ومن ثم يبدأ العلاج عبر بناء شخصية متكاملة تضمن عدم العودة لهذا الانحراف وتصحيح أعراض الانحراف بشكل مباشر مع مداواة عامل اللاشعور المكبوت لدى المصابة بهذا الانحراف وإعادة الثقة الصحيحة لديها ومساندتها
وقبل كل شئ على الفتاة المسترجلة أن تعترف بأنها مخطئة وتكون لديها القابلية على علاج ذلك ففى تلك الحالة سيكون العلاج أسهل ويجب أن تعد نفسها أن تتخلص من تلك العلاقة غير السوية، ومن المهم أن تلجأ إلى أخصائية نفسية لتساعدها، وتضع لها برنامجا إرشاديا وعلاجيا يقوم على جانبين نفسي وديني، وأن يتم الإبلاغ عن أي حالة
حملات للحد من تلك الظاهرة
وفى محاولات عربية للحد من تلك الظاهرة اطلق مركز الدراسات الجامعية للطالبات بجامعة أم القرى الحملة الإعلامية (اعتز بأنوثتي) التي تكافح تفشي ظاهرة الفتيات المسترجلات في أوساط الجامعيات السعوديات، خاصة بعد إنشاء مجموعة على "الفيسبوك" تحت إسم (أحلى بويات) تشجع الفتيات على هذه الظاهرة
وقد جاءت الحملة في إطار عمل كبير يستهدف القضاء على السلوك الاسترجالي تماما من الجامعة وان هناك حصراً لهؤلاء الطالبات وبرنامجاً موسعاً يتضمن أنشطة متنوعة وصولاً إلى استصدار قرارات حازمة إذا تطلب الأمر ذلك
كما وزعت الحملة لافتات شديدة التأثير في شكل عبارات قصيرة مثل:
- مهارتِك في المحاكاة التقليد وظفيها في الإبداع والتأنيث
- زوج المستقبل لا يحتاج إلى شبيه بل ينجذب لانثى بديل
- تقليد الشباب مهارة وموهبة فلا توظفيها في الإثم والمعصية
- إذا أردتي أن تجذبي الأنظار فالانوثه خير خطى ومآل
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية الاماراتية قد أطلقت حملة تستمر حتى نهاية العام، بعنوان "عفوا اني فتاة" تهدف الى التصدي لظاهرة المسترجلات ، تهدف الى حماية المجتمع من هذه الظاهرة الآخذة في التزايد
وتسعى المبادرة الى تشجيع الفتيات المسترجلات على العودة الى الطبيعة الانثوية، وتم توزيع كلمة في حفل اطلاق المبادرة، كان نصها "الأنوثة والدلال إحدى سمات المرأة
أيضا أطلق المجلس الأعلى لشؤون الأسرة القطري منذ فترة حملة تحت عنوان "لن أغادر أنوثتي"، يسعى من خلالها الى محاربة ظاهرة البويات وتبيان سلبياتها الخطيرة على الفتيات والمجتمع، والآثار المدمرة التي يمكن أن تجلبها مثل هذه الظاهرة بالإضافة إلى حملة "أشرقي" فى قطر، والتي تهدف إلى توعية الطالبات بالمرحلتين المتوسطة والثانوية بالانحرافات السلوكية، ومعالجتها وكيفية الوقاية منها