kemo elmasry
عضو نشيط
عدد المساهمات : 79 الـــتـــقـــيـــيـــم : 0 تاريخ الميلاد : 18/06/1994 تاريخ التسجيل : 20/11/2010 العمر : 30 الموقع : EGYBOYS العمل/الترفيه : EGYBOYS المزاج : تمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
| موضوع: انجيل برنابا من 52 إلى 75 2010-12-13, 15:26 | |
| انجيل برنابا الفصل الثاني والخمسون الحق أقول لكم أن يوم دينونة الله سيكون رهيبا بحيث أن المنبوذين يفضلون عشر جحيمات على أن يذهبوا ليسمعوا الله يكلمهم بغضب شديد، الذين ستشهد عليهم كل المخلوقات، الحق أقول لكم ليس المنبوذين هم الذين يخشون فقط بل القديسون وأصفياء الله (( كذلك )) ، حتى أن إبراهيم لا يثق ببره، ولا يكون لأيوب ثقة في براءته، وماذا أقول؟ ، بل أن رسول الله سيخاف، لأني الله اظهارا لجلاله سيجرد رسوله من الذاكرة، حتى لا يذكر كيف أن الله أعطاه كل شيء ، الحق أقول لكم متكلما من القلب أني أقشعر لأني العالم سيدعوني إلها، وعلي أن أقدم لأجل هذا حسابا، لعمر الله الذي نفسي واقفة في حضرته أني رجل فان كسائر الناس، على أني وان أقامني الله نبيا على بيت إسرائيل لأجل صحة الضعفاء وإصلاح الخطاة خادم الله، وأنتم شهدا على هذا كيف أني أنكر على هؤلاء الأشرار الذين بعد انصرافي من العالم سيبطلون حق إنجيلي بعمل الشيطان، ولكني سأعود قبيل النهاية، وسيأتي معي أخنوخ وايليا، ونشهد على الأشرار الذين ستكون آخرتهم ملعونة، وبعد أن تكلم يسوع هكذا أذرف الدموع ، فبكى تلاميذه بصوت عال ورفعوا أصواتهم قائلين: اصفح أيها الرب الإله وارحم خادمك البريء، فأجاب يسوع آمين آمين. الفصل الثالث والخمسون قال يسوع : قبل أن يأتي ذلك اليوم سيحل بالعالم خراب عظيم، وستنشب حرب فتاكة طاحنة، فيقتل الأب ابنه، ويقتل الابن أباه بسبب أحزاب الشعوب، ولذلك تنقرض المدن وتصير البلاد قفرا، وتقع أوبئة فتاكة حتى لا يعود يوجد من يحمل الموتى للمقابر بل تترك طعاما للحيوانات، وسيرسل الله مجاعة على الذين يبقون على الأرض فيصير الخبز أعظم قيمة من الذهب، فيأكلون كل أنواع الأشياء النجسة، يالشقاء ((ذلك)) الجيل الذي لا يكاد يسمع فيه أحد يقول: (( أخطأت فارحمني يا الله)) يجدفون بأصوات مخوفة على المجيد المبارك إلى الأبد، وبعد هذا متى أخذ ذلك اليوم في الاقتراب تأتي كل يوم علامة مخوفة على سكان الأرض مدة خمسة عشر يوما، ففي اليوم الأول تسير الشمس في مدارها في السماء بدون نور، بل تكون سوداء كصبغ الثوب، وستئن كما يئن أب على ابن مشرف على الموت، وفي اليوم الثاني يتحول القمر إلى دم، وسيأتي دم على الأرض كالندى، وفي اليوم الثالث تشاهد النجوم آخذة في الاقتتال كجيش من الأعداء، وفي اليوم الرابع تتصادم الحجارة والصخور كأعداء ألداء، وفي اليوم الخامس يبكي كل نبات وعشب دما، وفي اليوم السادس يطغى البحر دون أن يتجاوز محله إلى علو مئة وخمسين ذراعا، ويقف النهار كله كجدار، وفي اليوم السابع ينعكس الأمر فيغور حتى لا يكاد يرى، وفي اليوم الثامن تتألب الطيور وحيوانات البر والماء ولها جوار وصراخ، وفي اليوم التاسع ينزل صيب من البرد مخوف بحيث أنه يفتك فتكا لا يكاد ينجو منه عشر الأحياء، وفي اليوم العاشر يأتي برق ورعد مخوفان فينشق ويحترق ثلث الجبال، وفي اليوم الحادي عشر يجري كل نهر إلى الوراء ويجري دما لا ماء، وفي اليوم الثاني عشر يئن ويصرخ كل مخلوق، وفي اليوم الثالث عشر تطوى السماء كطي الدرج، وتمطر نارا حتى يموت كل حي، وفي اليوم الرابع عشر يحدث زلزال مخوف حتى أن قنن الجبال تتطاير منه في الهواء كالطيور، وتصير الأرض كلها سهلا، وفي اليوم الخامس عشر تموت الملائكة الأطهار، ولا يبقى حيا إلا الله وحده الذي له الاكرام والمجد، ولما قال يسوع هذا صفع وجهه بكلتا يديه، ثم ضرب الأرض برأسه ولما رفع رأسه قال: ليكن ملعونا كل من يدرج في أقوالي أني ابن الله، فسقط التلاميذ عند هذه الكلمات كأموات، فأنهضهم يسوع قائلا: لنخف الله الآن إذا أردنا أن لا نراع في ذلك اليوم. الفصل الرابع والخمسون فمتى مرت هذه العلامات تغشى العالم ظلمة أربعين سنة ليس فيها من حي إلا الله وحده الذي له الاكرام والمجد إلى الأبد، ومتى مرت الأربعون سنة يحيي الله رسوله الذي سيطلع أيضا كالشمس بيد أنه متألق كألف شمس، فيجلس ولا يتكلم لأنه سيكون كالمخبول، وسيقيم الله أيضا الملائكة الأربعة المقربين، لله الذين ينشدون رسول الله، فمتى وجدوه قاموا على الجوانب الأربعة للمحل حراسا له، ثم يحيي الله بعد ذلك سائر الملائكة الذين يأتون كالنحل ويحيطون برسول الله، ثم يحيي الله بعد ذلك سائر أنبيائه الذين سيأتون جميعهم تابعين لآدم، فيقبلون يد رسول الله واضعين أنفسهم في كنف حمايته ثم يحيي الله بعد ذلك سائر الأصفياء الذين يصرخون : ( أذكرنا يا محمد، فتتحرك الرحمة في رسول الله لصراخهم، وينظر فيما يجب فعله خائفا لأجل خلاصهم، ثم يحيي الله بعد ذلك كل مخلوق فتعود إلى وجودها الأول، وسيكون لكل منها قوة النطق علاوة، ثم يحيي الله بعد ذلك المنبوذين كلهم الذين عند قيامتهم يخاف سائر خلق الله بسبب قبح منظرهم، ويصرخون : ( أيها الرب إلهنا لا تدعنا من رحمتك) وبعد هذا يقيم الله الشيطان الذي سيصير كل مخلوق عند النظر إليه كميت خوفا من هيئة منظره المريع، ثم قال يسوع: أرجو الله أن لا أرى هذه الهولة في ذلك اليوم. ان رسول الله وحده لا يتهيب هذه المناظر لأنه لا يخاف إلا الله وحده، عندئذ يبوق الملاك مرة أخرى فيقوم الجميع لصوت بوقه قائلا: ( تعالوا للدينونه أيتها الخلائق لأني خالقك يريد أن يدينك ، فينظر حينئذ في وسط السماء فوق وادي يهو شافاط عرش متألق تظلله غمامة بيضاء، فحينئذ تصرخ الملائكة: ( تبارك إلهنا أنت الذي خلقتنا وأنقذتنا من سقوط الشيطان ) عند ذلك يخاف رسول الله لأنه يدرك أن لا أحد أحب الله كما يجب، لأني من يأخذ بالصرافة قطعة ذهب يجب أن يكون معه ستون فلسا، فإذا كان عنده فلس واحد فلا يقدر أن يصرفه، ولكن إذا خاف رسول الله فماذا يفعل الفجار المملوؤون شرا؟ . الفصل الخامس والخمسون ويذهب رسول الله ليجمع كل الأنبياء الذين يكلمهم راغبا إليهم أن يذهبوا معه ليضرعوا إلى الله لأجل المؤمنين، فيعتذر كل أحد خوفا، ولعمر الله اني أنا أيضا لا أذهب إلى هناك لأني أعرف ما أعرف، وعندما يرى الله ذلك يذكر رسوله كيف أنه خلق كل الأشياء محبة له، فيذهب خوفه ويتقدم إلى العرش بمحبة واحترام والملائكة ترنم : ( تبارك اسمك القدوس يا الله إلهنا) ومتى صار على مقربة من العرش يفتح الله لرسوله كخليل لخليله بعد طول الأمد على اللقاء، ويبدأ رسول الله بالكلام أولا فيقول: ( اني أعبدك وأحبك يا إلهي، وأشكرك من كل قلبي ونفسي، لأنك إرادة فخلقتني لأكون عبدك، وخلقت كل شيء حبا في لأحبك لأجل كل شيء وفي كل شيء وفوق كل شيء، فليحمدك كل خلائقك يا إلهي) حينئذ تقول كل مخلوقات الله ( نشكرك يا رب وتبارك اسمك القدوس) الحق أقول لكم أن الشياطين والمنبوذين مع الشيطان يبكون حينئذ حتى أنه ليجري من الماء من عين الواحد منهم أكثر مما في الأردن، ومع هذا فلا يرون الله ، ويكلم الله رسـوله قائلا: ( مرحبا بك يا عبدي الأمين، فاطلب ما تريد تنل كل شيء ) فيجيب رسول الله : ( يا رب أذكر أنك لما خلقتني قلت أنك إرادة أن تخلق العالم والجنة والملائكة والناس حبا في ليمجدوك بي أنا عبدك، لذلك أضرع إليك أيها الرب الإله الرحيم العادل أن تذكر وعدك لعبدك) فيجيب الله كخليل يمازح خليله ويقول: ( أعندك شهود على هذا يا خليلي محمد؟ ) فيقول باحترام: (نعم يا رب ) فيقول الله: (اذهب وادعهم يا جبريل) فيأتي جبريل إلى رسول الله ويقول: ( من هم شهودك أيها السيد ؟ ) فيجيب رسول الله: ( هم آدم و إبراهيم و إسماعيل و موسى و داود و يسوع ابن مريم) فينصرف الملاك وينادي الشهود المذكورين الذين يحضرون إلى هناك خائفين، فمتى حضروا يقول لهم الله: ( أتذكرون ما أثبته رسولي ؟ ) فيجيبون: ( أي شيء يا رب ) فيقول الله: ( إني خلقت كل شيء حبا فيه ليحمدني كل الخلائق به) فيجيب كل منهم: ( عندنا ثلاثة شهود أفضل منا يا رب، فيجيب الله: ( ومن هم هؤلاء الثلاثة؟ ) فيقول موسى: ( الأول الكتاب الذي أعطيتنيه ) ويقول داود: ( الثاني الكتاب الذي أعطيتنيه ) ويقول الذي يكلمكم: يارب ان العالم كله أغره الشيطان فقال إني كنت ابنك وشريكك، ولكن الكتاب الذي أعطيتنيه قال حقا اني أنا عبدك، ويعترف ذلك الكتاب بما أثبته رسولك، فيتكلم حينئذ رسول الله ويقول: ( هكذا يقول الكتاب الذي أعطيتنيه يا رب ، فعندما يقول رسول الله هذا يتكلم الله قائلا: ( إن ما فعلت الآن إنما فعلته ليعلم كل أحد مبلغ حبي لك ) وبعد أن يتكلم هكذا يعطي الله رسوله كتابا مكتوب فيه أسماء كل مختاري الله، لذلك يسجد كل مخلوق لله قائلا : (لك وحدك اللهم المجد والإكرام لأنك وهبتنا لرسولك ) . الفصل السادس و الخمسون ويفتح الله الكتاب الذي في يد رسوله، فيقرأ رسوله فيه وينادي كل الملائكة والأنبياء وكل المختارين، ويكون مكتوبا على جبهة كل علامة رسول الله ويكتب في الكتاب مجد الجنة، فيمر حينئذ كل أحد الى يمين الله الذي يكون بالقرب منه رسول الله، ويجلس الأنبياء بجانبه، ويجلس القديسون بجانب الأنبياء، والمباركون بجانب القديسين، فينفخ حينئذ الملاك في البوق ويدعو الشيطان للدينونة. الفصل السابع و الخمسون فيأتي حينئذ ذلك الشقي ويشكوه كل مخلوق بامتهان شديد، حينئذ ينادي الله الملاك ميخائيل فيضربه بسيف الله مئة ألف ضربة، وتكون كل ضربة يضرب بها الشيطان بثقل عشر جحيمات، ويكون الأول الذي يقذف به في الهاوية، ثم ينادي الملاك أتباعه فيهانون ويُشكون مثله، وعند ذلك يضرب الملاك ميخائيل بأمر الله بعضا مئة ضربة وبعضا خمسين وبعضا عشرين وبعضا عشرا وبعضا خمسا، ثم يهبطون الهاوية لأني الله يقول لهم: ( ان الجحيم مثواكم أيها الملاعين ) ثم يدعى بعد ذلك الى الدينونة كل الكافرين والمنبوذين، فيقوم عليهم أولا كل الخلائق التي هي أدنى من الإنسان شاهدة أمام الله كيف خدمت هؤلاء الناس، وكيف أن هؤلاء أجرموا مع الله وخلقه، ويقوم كل من الأنبياء شاهدا عليهم، فيقضي الله عليهم باللهب الجحيمية، الحق أقول لكم أنه لا كلمة أو لا فكر من الباطل لا يجازى عليه في اليوم الرهيب، الحق أقول لكم أن قميص الشعر سيشرق كالشمس وكل قملة كانت على إنسان حبا في الله تتحول لؤلؤة، المساكين الذين كانوا قد خدموا الله بمسكنة حقيقية من القلب لمباركون ثلاثة أضعاف وأربعة أضعاف، لأنهم يكونون خالين في هذا العالم من المشاغل العالمية فتمحى عنهم لذلك خطايا كثيرة، ولا يضطرون في ذلك اليوم أن يقدموا حسابا كيف صرفوا الغنى العالمي، بل يجزون لصبرهم ومسكنتهم، الحق أقول لكم أنه لو علم العالم هذا لفضل قميص الشعر على الارجوان والقمل على الذهب والصوم على الولائم، ومتى انتهى حساب الجميع يقول الله لرسوله: ( أنظر يا خليلي ما كان أعظم شرهم، فأني أنا خالقهم سخرت كل المخلوقات لخدمتهم فامتهنوني في كل شيء، فالعدل كل العدل إذا أن لا أرحمهم ) فيجيب رسول الله: ( حقا أيها الرب إلهنا المجيد انه لا يقدر أحد من أخلائك وعبيدك أن يسألك رحمة بهم، واني أنا عبدك أطلب قبل الجميع العدل فيهم) وبعد أن يقول هذا الكلام تصرخ ضدهم الملائكة والأنبياء بجملتها مع مختاري الله كلهم بل لماذا أقول المختارين، لأني الحق أقول لكم أن الرتيلاوات والذباب والحجارة والرمل لتصرخ من الفجار وتطلب اقامة العدل، حينئذ يعيد الله الى التراب كل نفس حية أدنى من الإنسان، ويرسل الى الجحيم الفجار الذين يرون مرة أخرى في أثناء سيرهم ذلك التراب الذي يعود اليه الكلاب والخيل وغيرها من الحيوانات النجسة، فحينئذ يقولون: ( أيها الرب الإله أعدنا نحن أيضا الى هذا التراب ولكن لا يعطون سؤلهم). الفصل الثامن و الخمسون وبينما كان يتكلم يسوع بكى التلاميذ بمرارة، وأذرف يسوع عبرات كثيرة، وبعد أن بكى يوحنا قال: ( يا معلم نحب أن نعرف أمرين، أحدهما كيف يمكن رسول الله وهو مملوء رحمة أن لا يشفق على هؤلاء المنبوذين في ذلك اليوم وهم من نفس الطين الذى هو منه، والآخر ما المراد من كون ثقل سيف ميخائيل كعشر جحيمات؟ هل هناك إذاً أكثر من جحيم؟ ) أجاب يسوع: أما سمعتم ما يقول داود النبي كيف يضحك البار من هلاك الخطاة فيستهزئ بالخاطئ بهذه الكلمات قائلا: ( رأيت الإنسان الذي اتكل على قوته وغناه ونسي الله) فالحق أقول لكم أن ابراهيم سيستهزئ بأبيه وادم بالمنبوذين كلهم، وإنما يكون هذا لأني المختارين سيقومون كاملين ومتحدين بالله، حتى أنه لا يخالج عقولهم أدنى فكر ضد عدله، ولذلك سيطلب كل منهم اقامة العدل ولا سيما رسول الله، لعمر الله الذي أقف في حضرته مع أني الآن أبكي شفقة على الجنس البشري لأطلبن في ذلك اليوم عدلا بدون رحمة لهؤلاء الذين يحتقرون كلامي، ولا سيما أولئك الذين ينجسون انجيلي. الفصل التاسع و الخمسون يا تلاميذي ان الجحيم واحد وفيها يعذب الملعونون الى الأبد، الا أن لها سبع طبقات أو دركات الواحدة منها أعمق من الاخرى، ومن يذهب الى أبعدها عمقا يناله عقاب أشد، ومع ذلك فان كلامي صادق في سيف الملاك ميخائيل لأني من لا يرتكب الا خطيئة واحدة يستحق جحيما ومن يرتكب خطيئتين يستحق جحيمين، فلذلك يشعر المنبوذون وهم في جحيم واحد بقصاص كأنهم به في عشر جحيمات أوفي مئة أوفي ألف، والله القادر على كل شيء سيجعل بقوته وبعدله الشيطان يكابد عذابا كأنه في ألف ألف جحيم، والباقين كلا على قدر اثمه، أجاب حينئذ بطرس: يا معلم حقا ان عدل الله عظيم ولقد جعلك اليوم هذا الخطاب حزينا، لذلك نضرع اليك أن تستريح وغدا أخبرنا أي شيء يشبه الجحيم، أجاب يسوع: يا بطرس انك تقول لي أن أستريح وأنت لا تدري يا بطرس ما أنت قائل والا لما تكلمت هكذا، الحق أقول لكم أن الراحة في هذا العالم إنما هي سم التقوى والنار التي تأكل كل صالح، أنسيتم إذا كيف أن سليمان نبي الله وسائر الأنبياء قد نددوا بالكسل، حق ما يقول: ( الكسلان لا يحرث خوفا من البرد فهو لذلك يتسول في الصيف) لذلك قال: ( كل ما تقدر يدك على فعله فأفعله بدون راحة) وماذا يقول أيوب أبر اخلاء الله: (كما أن الطير مولود للطيران الإنسان مولود للعمل ) الحق أقول لكم أني أعاف الراحة أكثر من كل شيء الفصل الستون الجحيم واحد وهي ضد الجنة كما أن الشتاء هو ضد الصيف والبرد ضد الحر، فلذلك يجب على من يصف شقاء الجحيم أن يكون قد رأى جنة نعيم الله، يا له من مكان ملعون بعدل الله لأجل لعنة الكافرين والمنبوذين، الذين قال عنهم أيوب خليل الله: ( ليس من نظام هناك بل خوف أبدي ) ويقول أشعيا النبي في المنبوذين: ( أن لهيبهم لا ينطفئ ودودهم لا يموت) وقال داود أبونا باكيا: ( حينئذ يمطر عليهم برقا وصواعق وكبريتا وعاصفة شديدة) تبا لهم من خطاة تعساء ما أشد كراهتهم حينئذ للحوم الطيبة والثياب الثمينة والأرائك الوثيرة والحان الغناء الرخيمة، ما أشد ما يسقهم الجوع واللهب اللذاعة والجمر المحرق والعذاب الأليم مع البكاء المر الشديد ) ثم أن يسوع أنَّه أسف قائلا: حقا خير لهم لو لم يكونوا من أن يعانوا هذا العذاب الأليم، تصوروا رجلا يعاني العذاب في كل جارحة من جسده وليس ثم من يرثي له بل الجميع يستهزئون به، أخبروني ألا يكون هذا ألما مبرحا؟ فأجاب التلاميذ: أشد تبريح، فقال يسوع: ان هذا لنعيم الجحيم، لأني أقول لكم بالحق أنه لو وضع الله في كفة كل الآلام التي عاناها الناس في هذا العالم والتي سيعانونها حتى يوم الدين وفي الكفة الأخرى ساعة واحدة من ألم الجحيم لاختار المنبوذون بدون ريب المحن العالمية، لأني العالمية تأتي على يد الإنسان أما الأخرى فعلى يد الشياطين الذين لا شفقة لهم على الاطلاق، فما أشد الذي سيصلونه الخطاة الأشقياء، ما أشد البرد القارس الذي لا يخفف لهبهم، ما أشد صرير الأسنان والبكاء والعويل، لأني ماء الأردن أقل من الدموع التي ستجري كل دقيقة من عيونهم، وستلعن هنا ألسنتهم كل المخلوقات مع أبيهم وأمهم وخالقهم المبارك الى الابد. الفصل الحادي والستون ولما قال يسوع هذا اغتسل هو وتلاميذه طبقا لشريعة الله المكتوبة في كتاب موسى، ثم صلوا ولما رآه التلاميذ كئيبا بهذا المقدار لم يكلموه ذلك اليوم مطلقا بل لبث كل منهم جزوعا من كلامه، ثم فتح يسوع فاه بعد ((صلاة)) العشاء وقال: أي أبي أسرة ينام وقد عرف أن لصا عزم على نقب بيته؟ ، لا أحد البته، بل يسهر ويقف متأهبا لقتل اللص، أفلا تعلمون إذا أن الشيطان أسد زائر يجول طالبا من يفترسه هو، فهو يحاول أن يوقع الإنسان في الخطيئة، الحق أقول لكم أن الإنسان إذا تحدى التاجر لا يخاف في ذلك اليوم لأنه يكون متأهبا جيدا، كأن رجل أعطى جيرانه نقودا ليتاجروا بها ويقسم الربح على نسبة عادلة، فأحسن بعضهم التجارة حتى أنهم ضاعفوا النقود ولكن بعضهم استعمل النقود في خدمة عدو من أعطاهم النقود وتكلموا فيه بالسوء، فقولوا لي كيف تكون الحال متى حاسب المديونين ؟ ، انه ((لا)) بدون ريب يجزي أولئك الذين أحسنوا التجارة، ولكنه يشفي غيظه من الآخرين بالتوبيخ، ثم يقتص منهم بحسب الشريعة، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن الجار هو الله الذي أعطى الإنسان كل ماله مع الحياة نفسها، حتى أنه اذا أحسن المعيشة في هذا العالم يكون لله مجد ويكون للإنسان مجد الجنة، لأني الذين يحسنون المعيشة يضاعفون نقودهم بكونهم قدوة، لأنه متى رآهم الخطاة قدوة تحولوا الى التوبة، ولذلك يجزي الذين يحسنون المعيشة جزاءا عظيما، ولكن قولوا لى ماذا يكون قصاص الخطاة الآثمة الذين بخطاياهم ينصَّفون ما أعطاهم الله بما يصرفون حياتهم في خدمة الشيطان عدو الله مجدفين على الله ومسيئين الى الآخرين؟ ، قال التلاميذ: أنه سيكون بغير حساب. الفصل الثاني والستون ثم قال يسوع: من يرد أن يحسن المعيشة فعليه أن يحتذي مثال التاجر الذي يقفل حانوته ويحرسه ليلا ونهارا بجد عظيم، وإنما يبيع السلع التي اشتراها التماسا للربح، لأنه لو علم أنه يخسر في ذلك لما كان يبيع حتى ولا الشقيقة، فيجب عليكم أن تفعلوا هكذا لأني نفسكم إنما هي في الحقيقة تاجر، والجسد هو الحانوت، فلذلك كان ما يتطرق اليها من الخارج بواسطة الحواس يباع ويشترى بها، والنقود هي المحبة، فانظروا اذا أن لا تبيعوا وتشتروا بمحبتكم أقل فكر لا تقدرون أن تصيبوا منه ربحا، بل ليكن الفكر والكلام والعمل جميعا لمحبة الله، لأنكم بهذا تجدون أمنا في ذلك اليوم، الحق أقول لكم أن كثيرين يغتسلون ويذهبون للصلاة، وكثيرون يصومون ويتصدقون، وكثيرون يطالعون ويبشرون الآخرين، وعاقبتهم ممقوتة عند الله، لأنهم يطهرون الجسد لا القلب، ويصرخون بالفم لا بالقلب، يمتنعون عن اللحوم ويملؤون أنفسهم بالخطايا، يهبون الآخرين أشياء غير نافعة لهم أنفسهم ليظهروا بمظهر الصلاح، يطالعون ليعرفوا كيف يتكلمون لا يعملون، ينهون الآخرين عن الأشياء التي يفعلونها هم أنفسهم، وهكذا يدانون بألسنتهم، لعمر الله أن هؤلاء لا يعرفون الله بقلوبهم، لأنهم لو عرفوه لأحبوه، ولما كان كل ما للإنسان هبة من الله كان عليه أن يصرف كل شيء في محبة الله. الفصل الثالث والستون وبعد أيام مر يسوع بجانب مدينة للسامريين فلم يأذنوا له أن يدخل المدينة ولم يبيعوا خبزا لتلاميذه، فقال يعقوب ويوحنا عندئذ: يا معلم ألا تريد أن تضرع الى الله ليرسل نارا من السماء على هؤلاء الناس؟ ، أجاب يسوع: انكم لا تعلمون أي روح يدفعكم لتتكلموا هكذا، اذكروا أن الله عزم على اهلاك نينوى لأنه لم يجد أحدا يخاف الله في تلك المدينة التي بلغ من شرها أن دعا الله يونان النبي ليرسله الى تلك المدينة، فحاول الهروب الى طرسوس خوفا من الشعب، فطرحه الله في البحر، فابتلعته سمكة وقذفته على مقربة من نينوى، فلما بشر هناك تحول الشعب الى التوبة، فرأف الله بهم، ويل للذين يطلبون النقمة لأنه إنما تحل بهم، لأني كل إنسان يستحق نقمة الله، ألا فقولوا لي هل خلقتم هذه المدينة مع هذا الشعب؟ إنكم لمجانين؟ ، كلا ثم كلا، اذ لو اجتمعت الخلائق جميعها لما أتيح لها أن تخلق ذبابة واحدة جديدة من لا شيء وهذا هو المراد بالخلق، فاذا كان الله المبارك الذي خلق هذه المدينة يعولها فلماذا تودون هلاكها، لماذا لم تقل: أتريد يا معلم أن نضرع للرب إلهنا أن يتوجه هذا الشعب للتوبة؟ ، حقا ان هذا لهو العمل الجدير بتلميذ لي أن يضرع الى الله لاجل الذين يفعلون شرا، هكذا فعل هابيل لما قتله أخوه قايين الملعون من الله، وهكذا فعل ابراهيم لفرعون الذي أخذ منه زوجته، فلذلك لم يقتله ملاك الرب بل ضربه بمرض، وهكذا فعل زكريا لما قتل في الهيكل بأمر الملك الفاجر، وهكذا فعل أرميا واشعيا وحزقيال ودانيال وداود وجميع اخلاء الله والانبياء الاطهار، قولوا لى اذا أصيب أخ بجنون أتقتلونه لأنه تكلم سوءا وضرب من دنا منه؟ ، حقا انكم لاتفعلون هكذا بل بالحري تحاولون أن تسترجعون صحته بالادوية الموافقة لمرضه. الفصل الرابع والستون لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته ان الخاطئ لمريض العقل متى اضطهد إنسانا، فقولوا لي أيشج أحد رأسه لتمزيق رداء عدوه؟ ، فكيف يكون صحيح العقل من يفصل عن الله رأس نفسه ليضر جسد عدوه، قل لي أيها الإنسان من هو عدوك؟ ، إنما هو جسدك وكل من يمدحك؟ ، فلذلك لو كنت صحيح العقل لقبلت يد الذين يعيرونك، وقدمت هدايا للذين يضطهدونك ويوسعونك ضربا، ذلك أيها الإنسان لانك كلما عيرت واضطهدت في هذه الحياة لأجل خطاياك قلّ ذلك عليك في يوم الدين، ولكن قل لي أيها الإنسان اذا كان العالم قد اضطهد وثلم صيت القديسين وأنبياء الله وهم أبرار فماذا يفعل بك أيها الخاطئ؟ ، واذا كانوا قد احتملوا كل شيء بصبر مصلين لأجل مضطهديهم فماذا تفعل أنت أيها الإنسان الذي يستحق الجحيم؟ ، قولوا لي يا تلاميذي ألا تعلمون أن شمعاي لعن عبد الله داود النبي ورماه بالحجارة، فماذا قال داود للذين ودوا أن يقتلوا شمعاي؟ ، ماذا يعنيك يا أيوب حتى انك تود أن تقتل شمعاي، دعه يلعنني لأني هذا بارادة الله الذي سيحول هذه اللعنة الى بركة، وهكذا كان لأني الله رأى صبر داود وأنقذه من اضطهاد ابنه ابشالوم، حقا لا تتحرك ورقة بدون إرادة الله، فاذا كنت في ضيق فلا تفكر في مقدار ما احتملت ولا فيمن أصابك بمكروه، بل تأمل كم تستحق أن يصيبك على يد الشياطين في الجحيم بسبب خطاياك، انكم حانقون على هذه المدينة لأنه لم تقبلنا، ولم تبع لأني خبزا قولوا لي أهؤلاء القوم عبيدكم؟ ، أوهبتموهم هذه المدينة؟ ، أوهبتموهم حنطتهم؟ أو ساعدتموهم في حصادها؟ ، كلا ثم كلا، لأنكم غرباء في هذه البلاد وفقراء، فما هو اذا هذا الشيء الذي تقوله؟ ، فأجاب التلميذان: يا سيد اننا أخطأنا فليرحمنا الله، فأجاب يسوع: ليكن كذلك. الفصل الخامس والستون وقرب عيد الفصح فلذلك صعد يسوع وتلاميذه الى اورشليم، وذهب الى البركة التي تدعى بيت جسرا، ودعى الحمام كذلك لأني ملاك الله كان يحرك الماء كل يوم ومن دخل الماء أولا بعد اضطرابه برئ من كل نوع من المرض، لذلك كان يلبث عدد غفير من المرضى بجانب البركة التي كان لها خمسة أروقة، فرأى يسوع مقعدا كان له هناك ثماني وثلاثين سنة مريضا بمرض عضال، فلما كان يسوع عالما بذلك بالهام إلهي تحنن على المريض وقال له : أتريد أن تبرأ ، أجاب المقعد: يا سيد ليس لي أحد يضعني في الماء متى حركه الملاك بل عندما آتى ينزل قبلي آخر ويدخله، حينئذ رفع يسوع عينيه نحو السماء وقال: أيها الرب إلهنا إله آبائنا ارحم هذا المقعد، ولما قال يسوع هذا: قال ((باسم الله ابرأ أيها الاخ قم واحمل فراشك)) فحينئذ قام المقعد حامدا لله ، وحمل فراشه على كتفيه وذهب الى بيته حامدا لله ، فصاح الذين رأوه : انه يوم السبت فلا يحل لك أن تحمل فراشك ، فأجاب : إن الذي أبرأني قال لي : ( إرفع فراشك واذهب في طريقك إلى بيتك ) فحينئذ سألوه : من هو ، أجاب : اني لا اعرف اسمه ، فقالوا عندئذ فيما بينهم : لابد أن يكون يسوع الناصري ، وقال آخرون : كلا لأنه قدوس الله أما الذي فعل هذا فهو أثيم لأنه كسر السبت ، وذهب يسوع إلى الهيكل فدنا منه جم غفير ليسمعوا كلامه ، فاضطرم الكهنة لذلك حسدا. الفصل السادس والستون وجاء اليه واحد قائلا: أيها المعلم الصالح انك تعلم حسنا وحقا، لذلك قل لي ما هو الجزاء الذي يعطينا اياه الله في الجنة؟ ، أجاب يسوع: انك تدعوني صالحا وأنت لا تعلم ان لا صالح الا الله وحده كما قال أيوب خليل الله : ( الطفل الذي عمره يوم ليس نقيا بل ان الملائكة ليست منزهة عن الخطأ امام الله ) وقال أيضا: ( ان الجسد يجذب الخطيئة ويمتص الاثم كما تمتص اسفنجة الماء) فصمت لذلك الكاهن لأنه فشل، وقال يسوع : الحق أقول لكم لا شيء أشد خطرا من الكلام، لأنه هكذا قال سليمان : ( الحياة والموت هما تحت سلطة اللسان ) والتفت الى تلاميذه وقال: احذروا الذين يباركونكم لأنهم يخدعونكم، فباللسان بارك الشيطان أبوينا الاولين ولكن كانت عاقبة كلامه شقاء، هكذا أيضا بارك حكماء مصر فرعون، هكذا بارك جليات الفلسطينيين، هكذا بارك اربع مئة نبي كاذب أخاب، ولكن لم يكن مدحهم الا باطلا فهلك الممدوحون مع المادحين، لذلك لم يقل الله بلا سبب على لسان أشعيا النبي: ( يا شعبي ان الذين يباركونك يخدعونك) ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون، ويل لكم أيها الكهنة واللاويون لأنكم أفسدتم ذبيحة الرب، حتى أن الذين جاءوا ليقدموا الذبائح يعتقدون ان الله يأكل لحما مطبوخا كالإنسان. الفصل السابع والستون لأنكم تقولون لهم : (( احضروا من غنمكم وثيرانكم وحملانكم الى هيكل إلهكم ولا تأكلوا الجميع بل أعطوا نصيبا لإلهكم مما أعطاكم )) ولكنكم لا تخبرونهم عن أصل الذبيحة انها شهادة الحياة التي أنعم بها على ابن أبينا ابراهيم، حتى لا ينسى ايمان وطاعة أبينا ابراهيم مع المواعيد الموثقة معه من الله والبركة الممنوحة له، ولكن يقول الله على لسان حزقيال النبي : ( ابعدوا عني ذبائحكم هذه ان ضحاياكم مكروهة عندي) لأنه يقترب الوقت الذي يتم فيه ما تكلم عنه إلهنا على لسان هوشع النبي قائلا : ( اني أدعو الشعب غير المختار مختارا ) وكما يقول في حزقيال النبي : ( سيعمل الله ميثاقا جديدا مع شعبه ليس نظير الميثاق الذي أعطاه لآبائكم فلم يفوا به وسيأخذ منهم قلبا من حجر ويعطيهم قلبا جديدا ) وسيكون كل هذا لأنكم لا تسيرون الآن بحسب شريعته وعندكم المفتاح ولا تفتحون بل بالحري تسدون الطريق على الذين يسيرون فيها) وهم الكاهن بالانصراف ليخبر رئيس الكهنة الذي كان واقفا على مقربة من الهيكل بكل شيء، ولكن يسوع قال: قف لأني اجيبك على سؤالك . الفصل الثامن والستون سألتني أن أخبرك ما يعطينا الله في الجنة، الحق أقول لكم ان الذين يهتمون بالاجرة لا يحبون صاحب العمل، فالراعي الذي عنده قطيع من الغنم متى رأى الذئب مقبلا يتهيأ للمحاماة عنه، وبالضد منه الاجير الذي متى رأى الذئب ترك الغنم وهرب، لعمر الله الذي أقف في حضرته لو كان إله آبائنا إلهكم لما خطر في بالكم أن تقولوا: ماذا يعطيني الله، بل كنتم تقولون كما قال داود نبيه: ( ماذا أعطى الله من أجل جزاء ما أعطاني ) اني أضرب لكم مثلا لتفهموا، كان ملك عثر في الطريق على رجل جردته اللصوص الذين اثخنوه جراحا حتى الموت، فتحنن عليه وأمر عبيده أن يحملوا ذلك الرجل الى المدينة ويعتنوا به ففعلوا هذا بكل جد، وأحب الملك الجريح حبا عظيما حتى انه زوجه من ابنته وجعله وريثه، فلا مراء في ان هذا الملك كان رؤوفاً جداً، ولكن الرجل ضرب العبيد واستهان بالادوية وامتهن امرأته وتكلم بالسوء في الملك وحمل عماله على عصيانه، وكان إذا طلب الملك منه خدمة قال: ( ما هو الجزاء الذي يعطيني اياه الملك؟ ) فماذا فعل الملك بمثل هذا الكنود عندما سمع هذا؟ ، فأجاب الجميع: ويل له لأني الملك نزع منه كل شيء ونكل به تنكيلا، فقال حينئذ يسوع: أيها الكهنة والكتبة والفريسيون وأنت يا رئيس الكهنة الذي تسمع صوتي اني اعلن لكم ما قال الله لكم على لسان نبيه اشعيا: ( ربيت عبيدا ورفعت شأنهم أما هم فامتهنوني) إن الملك لهو إلهنا الذي وجد إسرائيل في هذا العالم مفعما شقاء ، فأعطاه لعبيده يوسف وموسى وهرون الذين اعتنوا به ، وأحبه إلهنا حبا شديدا حتى إنه لأجل شعب إسرائيل ضرب مصر وأغرق فرعون وهزم مئة وعشرين ملكا من الكنعانيين والمدينيين، وأعطاه شرائعه جاعلا اياه وارثا لكل تلك البلاد التي يقيم فيها شعبنا، ولكن كيف تصرف اسرائيل؟ كم قتل من الانبياء، كم نجس نبوة، كيف عصى شريعة الله، كم و كم تحول اناس عن الله لذلك السبب وذهبوا ليعبدوا الاوثان بذنبكم ايها الكهنة، فلكم تمتهنون الله بسلوككم والآن تسألونني: ماذا يعطينا الله في الجنة؟ ، فكان يجب عليكم ان تسألوني: أي قصاص يعطيكم الله اياه في الجحيم وماذا يجب عليكم فعله لأجل التوبة الصادقة ليرحمكم الله؟ ، فهذا ما أقوله لكم ولهذه الغاية أرسلت اليكم. الفصل التاسع والستون لعمر الله الذي أقف في حضرته انكم لا تنالون مني تملقا بل الحق، لذلك أقول لكم توبوا وارجعوا الى الله كما فعل آباؤنا بعد ارتكاب الذنب ولا تقسوا قلوبكم، فاحتدم الكهنة لهذا الخطاب ولكنهم لم ينبسوا بكلمة خوفا من الشعب، واستمر يسوع في كلامه قائلا: أيها الفقهاء والكتبة والفريسيون وأنتم أيها الكهنة قولوا لي، انكم لراغبون في الخيل كالفوارس ولكنكم لا ترغبون في المسير الى الحرب، انكم لراغبون في الالبسة الجميلة كالنساء ولكنكم لا ترغبون في الغزل وتربية الاطفال، انكم لراغبون في اثمار الحقل ولكنكم لا ترغبون في حراثة الأرض انكم لراغبون في اسماك البحر ولكنكم لا ترغبون في صيدها، انكم لراغبون في المجد كالجمهوريين ولكنكم لا ترغبون في عبء الجمهورية، وانكم لراغبون في الاعشار والباكورات كالكهنة ولكنكم لا ترغبون في خدمة الله بالحق، اذا ماذا يفعل الله بكم وأنتم راغبون هنا في كل خير بدون أدنى شر، الحق أقول لكم ان الله ليعطينكم مكانا يكون لكم فيه كل شر دون ادنى خير، ولما اكمل هذا يسوع جيء برجل فيه شيطان وهو لا يتكلم ولا يبصر ولا يسمع، فلما رأى يسوع ايمانهم رفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الرب إله آبائنا ارحم هذا المريض واعطه صحة ليعلم هذا الشعب انك أرسلتني، ولما قال يسوع هذا أمر الروح أن ينصرف قائلا: بقوة اسم الله ربنا انصرف أيها الشرير عن الرجل، فانصرف الروح وتكلم الاخرس وأبصر بعينيه، فارتاع لذلك الجميع ولكن الكتبة قالوا: إنما هو يخرج الشياطين بقوة بعلزبوب رئيس الشياطين، حينئذ قال يسوع: كل مملكة منقسمة على نفسها تخرب ويسقط بيت على بيت، فاذا كان يخرج الشيطان بقوة الشيطان فكيف ثبتت مملكته، واذا كان أبناؤكم يخرجون الشياطين بالكتاب الذي أعطاهم اياه سليمان النبي فهم يشهدون اني أخرج الشيطان بقوة الله، لعمر الله ان التجديف على الروح القدس لا مغفرة له لا في هذا العالم ولا في العالم الاخر، لأني الشرير ينبذ نفسه عالما مختارا ولما قال يسوع هذا خرج من الهيكل، فعظمته العامة لأنهم احضروا كل المرضى الذين تمكنوا من جمعهم فصلى يسوع ومنحهم جميعهم صحتهم، لذلك اخذت الجنود الرومانية في اورشليم بوسوسة الشيطان تثير العامة في ذلك اليوم قائلين إن يسوع إله اسرائيل قد أتى ليفتقد شعبه. الفصل السبعون وانصرف يسوع من اورشليم بعد الفصح ودخل حدود قيصرية فيلبس، فسأل تلاميذه بعد ان أنذره الملاك جبريل بالشغب الذي نجم بين العامة قائلا: ماذا يقول الناس عني؟ ، أجابوا: يقول البعض انك ايليا وآخرون أرميا وآخرون أحد الأنبياء، أجاب يسوع: وما قولكم أنتم في؟ ، أجاب بطرس: انك المسيح بن الله، فغضب حينئذ يسوع وانتهره بغضب قائلا: اذهب وانصرف عني لأنك أنت الشيطان وتحاول أن تسيء الي، ثم هدد الاحد عشر قائلا: ويل لكم اذا صدقتم هذا لأني ظفرت بلعنة كبيرة من الله على كل من يصدق هذا، وأراد أن يطرد بطرس، فتضرع حينئذ الاحد عشر الى يسوع لأجله فلم يطرده، ولكنه انتهره أيضا قائلا: حذار أن تقول مثل هذا الكلام مرة اخرى لأني الله يلعنك، فبكى بطرس وقال: يا سيد لقد تكلمت بغباوة فاضرع الى الله أن يغفر لي، ثم قال يسوع: اذا كان إلهنا لم يرد أن يظهر نفسه لموسى عبده ولا لايليا الذي أحبه كثيرا ولا لنبي ما أتظنون ان الله يظهر نفسه لهذا الجيل الفاقد الايمان بل ألا تعلمون ان الله قد خلق بكلمة واحدة كل شيء من العدم وان منشأ البشر جميعهم من كتلة طين؟ ، فكيف اذا يكون الله شبيها بالإنسان؟ ، ويل للذين يدَعون الشيطان يخدعهم، ولما قال يسوع هذا ضرع الى الله لأجل بطرس والاحد عشر وبطرس يبكون ويقولون: ليكن كذلك أيها الرب المبارك إلهنا، وانصرف يسوع بعد هذا ذهب الى الجليل اخمادا لهذا الرأي الباطل الذي ابتدأ أن يعلق بالعامة في شأنه. الفصل الحادي والسبعون ولما بلغ يسوع بلاده ذاع في جهة الجليل كلها ان يسوع النبي قد جاء الى الناصرة، فتفقدوا عندئذ المرضى بجد وأحضروهم اليه متوسلين اليه أن يلمسهم بيديه، وكان الجمع غفيرا جدا حتى ان غنيا مصابا بالشلل لما لم يمكن ادخاله في الباب حمل الى سطح البيت الذي كان فيه يسوع وأمر القوم برفع السقف ودلى على ملاء امام يسوع، فتردد يسوع دقيقة ثم قال: لا تخف أيها الاخ لأني خطاياك قد غُفرت لك، فاستاء كل أحد لسماع هذا وقالوا: من هذا الذي يغفر الخطايا؟ ، فقال حينئذ يسوع: لعمر الله اني لست بقادر على غفران الخطايا ولا أحد آخر ولكن الله وحده يغفر،ولكن كخادم لله أقدر أن أتوسل اليه لأجل خطايا الآخرين، لهذا توسلت اليه لأجل هذا المريض واني موقن بأن الله قد استجاب دعائي، ولكي تعلموا الحق أقول لهذا الإنسان: باسم إله آبائنا إله ابراهيم وأبنائه قم معافى، ولما قال يسوع هذا قام المريض معافى ومجد الله، حينئذ توسل العامة الى يسوع ليتوسل الى الله لأجل المرضى الذين كانوا خارجا، فخرج حينئذ يسوع اليهم ثم رفع يديه وقال: أيها الرب إله الجنود الإله الحي الإله الحقيقي الإله القدوس الذي لا يموت ألا فارحمهم، فأجاب كل أحد: آمين، وبعد ان قيل هذا وضع يسوع يديه على المرضى فنالوا جميعهم صحتهم، فحينئذ مجدوا الله قائلين: لقد افتقدنا الله بنبيه فان الله أرسل لأني نبيا عظيما. الفصل الثاني والسبعون وفي الليل تكلم يسوع سرا مع تلاميذه قائلا: الحق أقول لكم ان الشيطان يريد أن يغربلكم كالحنطة، ولكني توسلت الى الله لأجلكم فلا يهلك منكم الا الذي يلقى الحبائل لي وهو إنما قال هذا عن يهوذا لأني الملاك جبريل قال له كيف كانت ليهوذا يد مع الكهنة وأخبرهم بكل ما تكلم به يسوع، فاقترب الذي يكتب هذا الى يسوع بدموع قائلا: يا معلم قل لي من هو الذي يسلمك؟ ، أجاب يسوع قائلا: يا برنابا ليست هذه الساعة هي التي تعرفه فيها ولكن يعلن الشرير نفسه قريبا لأني سأنصرف عن العالم، فبكى حينئذ الرسل قائلين: يا معلم لماذا تتركنا لأني الاحرى بنا أن نموت من أن تتركنا، أجاب يسوع: لا تضطرب قلوبكم ولا تخافوا، لأني لست أنا الذي خلقكم بل الله الذي خلقكم يحميكم، أما من خصوصي فاني قد أتيت لأنه الطريق لرسول الله الذي سيأتي بخلاص العالم، ولكن احذروا أن تغشوا لأنه سيأتي أنبياء كذبة كثيرون يأخذون كلامي وينجسون انجيلي، حينئذ قال اندراوس: يا معلم اذكر لأني علامة لنعرف، أجاب يسوع: انه لا يأتي في زمنكم بل يأتي بعدكم بعدة سنين حينما يبطل انجيلي ولا يكاد يوجد ثلاثون مؤمنا، في ذلك الوقت يرحم الله العالم فيرسل رسوله الذي تستقر على رأسه غمامة بيضاء يعرفه أحد مختاري الله وهو سيظهره للعالم، وسيأتي بقوة عظيمة على الفجار ويبيد عبادة الاصنام من العالم، وأني أسر بذلك لأنه بواسطته سيعلن ويمجد الله ويظهر صدقي، وسينتقم من الذين سيقولون أني أكبر من إنسان، الحق أقول لكم أن القمر سيعطيه رقادا في صباه ومتى كبر هو أخذه كفيًّه، فليحذر العالم أن ينبذه لأنه سيفتك بعبدة الاصنام، فان موسى عبد الله قتل أكثر من ذلك كثيرا ولم يبق يشوع على المدن التي أحرقوها وقتلوا الاطفال، لأني القرحة المزمنة يستعمل لها الكي، وسيجيء بحق أجلى من سائر الأنبياء وسيوبخ من لايحسن السلوك في العالم، وستحيِّي طربا ابراج مدينة آبائنا بعضها بعضا، فمتى شوهد سقوط عبادة الاصنام الى الأرض واعترف بأني بشر كسائر البشر فالحق أقول لكم ان نبي الله حينئذ يأتي. الفصل الثالث والسبعون الحق أقول لكم انه اذا حاول الشيطان أن يعرف هل أنتم اخلاء الله وتمكن من بلوغ مأربه منكم فانه يسمح لكم أن تسيروا بحسب أهوائكم اذ لا يهاجم أحد مدنه، ولكن لما كان يعلم انكم أعداؤه فسيستعمل كل عنف ليهلككم، ولكن لا تخافوا فانه سيقاومكم ككلب مربوط لأني الله قد سمع صلاتي، أجاب يوحنا: يا معلم أخبرنا كيف يقف المجرب القديم بالمرصاد للإنسان ليس لأجلنا نحن فقط بل لأجل الذين سيؤمنون بالانجيل أيضا أجاب يسوع: ان ذلك الشرير يجرب بأربع طرق، الاولى عندما يجرب هو نفسه بالافكار، الثانية عندما يجرب بالكلام والاعمال بواسطة خدمه، الثالثة عندما يجرب بالتعليم الكاذب، الرابعة عندما يجرب بالتخييل الكاذب، اذا يجب على البشر أن يحاذروا كثيرا ولا سيما لأني له عونا من جسد الإنسان الذي يحب الخطيئة كما يحب المحموم الماء، الحق أقول لكم انه اذا خاف الإنسان الله انتصر على كل شيء كما يقول داود نبيه: (سيسلمك الله الى عناية ملائكته الذين يحفظون طرقك لكيلا يعثرك الشيطان، يسقط ألف عن شمالك وعشرة آلاف عن يمينك لكيلا يقربوك، ووعد أيضا إلهنا بمحبة عظيمة على لسان داود المذكور أن يحفظنا قائلا: ( اني أمنحك فهما يثقفك وكيفما سلكت في طرقك أجعل عيني تقع عليك) ولكن ماذا أقول؟ ، لقد قال على لسان اشعيا: (أتنسى الام طفل رحمها؟ ولكن أقول لك ان هي نسيت فاني لا أنساك، اذا قولوا لي من يخاف الشيطان اذا كانت الملائكة حراسه والله الحي حاميه؟ ، ومع ذلك فمن الضروري كما يقول النبي سليمان أن: (تسعد أنت يابني الذي صرت تخاف الله للتجارب) الحق أقول لكم انه على الإنسان أن يحتذي مثال الصيرفي الذي يتحرى النقود ممتحنا أفكاره لكيلا يخطئ الى خالقه. الفصل الرابع والسبعون كان ولا يزال في العالم قوم لا يبالون بالخطيئة وإنما هم لعلى أعظم ضلال، قولوا لي كيف أخطأ الشيطان؟ ، انه أخطأ لمجرد الفكر بأنه أعظم شأنا من الإنسان، وأخطأ سليمان لأنه فكر في أن يدعو كل خلائق الله لوليمة فأصلحت خطأه سمكة اذ أكلت كل ما كان قد هيأه ، لذلك لم يكن بلا باعث ما يقول داود أبونا: ( استعلاء الإنسان في نفسه يهبط به في وادي الدموع) لذلك ينادي الله على لسان اشعيا نبيه قائلا: ( ابعدوا أفكاركم الشريرة عن عيني) ولأي غاية يرمي سليمان اذ يقول: ( احفظ قلبك كل الحفظ) لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته يقال كل شيء في الافكار الشريرة التي تكون باعثا على ارتكاب الخطيئة لأنه لا يمكن ارتكاب الخطيئة بدون فكر، ألا قولوا لي متى غرس الزارع الكرم الا يزرع النبات على عمق غائر؟ ، بلى، وهكذا يفعل الشيطان الذي اذا زرع الخطيئة لا يقف عند العين أو الاذن بل يتعدى الى القلب الذي هو مستقر الله، كما تكلم على لسان موسى عبده قائلا اني أسكن فيهم ليسيروا في شريعتي) ألا قولوا لي اذا عهد اليكم هيرودس الملك لتحفظوا بيتا ودّ سكناه أتبيحون لبلاطس عدوه أن يدخله أو يضع أمتعته فيه؟ ، كلا ثم كلا، فبالحري يجب عليكم ألا تبيحوا للشيطان أن يدخل قلوبكم أو يضع أفكاره فيها، لأني الله أعطاكم قلبكم لتحفظوه وهو مسكنه، لا حظوا اذا كيف ان الصيرفي ينظر في النقود هل صورة قيصر صحيحة وهل الفضة صحيحة أم كاذبة وهل هي من العيار المعهود، لذلك يقلبها كثيرا في يده، أيها العالم المجنون ما أحكمك في شغلك حتى انك في اليوم الاخير توبخ وتحكم على خدم الله بالاهمال والتهاون لأني خدمك دون ريب أحكم من خدم الله! ، قولوا لي اذا من يمتحن فكرا كما يمتحن الصيرفي قطعة نقود فضية؟ ، لا أحد مطلقا. الفصل الخامس والسبعون حينئذ قال يعقوب: يا معلم كيف يكون امتحان الفكر شبيها بامتحان قطعة نقود؟ ، أجاب يسوع: ان الفضة الجديدة في الفكر إنما هي التقوى لأني كل فكر عار من التقوى يأتي من الشيطان، والصورة الصحيحة إنما هي قدوة الأطهار والأنبياء التي يجب علينا اتباعها، وزنة الفكر إنما هي محبة الله التى يجب أن يعمل بموجبها كل شيء، ولذلك يأتي العدو إلى هناك بأفكار تنافي التقوى جيرانكم مطابقة للعالم ليفسد الجسد وللمحبة العالمية ليفسد محبة الله، أجاب برتولومايوس: يا معلم كيف نفكر قليلا حتى لا نقع في التجربة؟ ، أجاب يسوع: ي | |
|